ديربي الوداد والرجاء.. عرس الكرة المغربية الذي تحول إلى مأتم !

حمزة شبكي
يعود الديربي البيضاوي بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء وبأي حال عاد، لقد أصبح ديربيا فاقدا للشئ ولم يعد بمقدوره أن يعطيه، بعدما كان من أبرز مباريات الموسم عالميا، وأصابته حالة تصحر بسبب فقدان شغف، أو بمعنى أدق دفع لفقدان شغف حتى أضحى مباراة عادية تتلاطمها أمواج مباريات نهاية الأسبوع.
بأي حال عدت يا ديربي ؟؟ وأنت الذي كنت حديث قاصي الكرة الأرضية ودانيها، وصحف عالمية عبرت عن انبهارها بأجوائك الإستثنائية، بل ووفدت أشهر مراسليها لتغطية حدثك الكروي.
بأي حال عدت يا ديربي ؟؟ قد لا يبدو لمن يتابعك منذ فترة ليست بالقصيرة أنك تنتمى لمدينة تتنفس كرة القدم عشقا، ولفريقين يعتبرا قاطرة لكرة القدم الوطنية.
بأي حال عدت يا ديربي ؟؟ وأنت الذي كانت تُنظم في سبيله بلاطوهات تحليلية في أزقة “كازا” الفقيرة قبل أستوديو دار لبريهي، أسابيع قبل صافرة انطلاقتك، وكانت ليلتك عند “بيضاوة” مثل ليلة طفل ينتظر صبيحة العيد بفرح منقطع النظير ليرتدي ملابسه الجديدة، بينما الآن يفضل نصف كازا أن لا يعلم نتيجك ومآلك سوى بعد صافرة نهايتك، بينما النصف الآخر يعلمها سلفا.
بأي حال عدت يا ديربي ؟؟ وقد تم تكسيرك كمرآة لكرة القدم المغربية، بل وأين أختفى نجومك الأوفياء الذين كان شغلهم الشاغل هو لعب كرة القدم بتفان دون النظر إلى الماديات، لينقشو أسمائهم بمداد ذهبي في سجلاتك الخالدة.
بأي حال عدت يا ديربي ؟؟ مواهب جبارة تم اقبارها بعدما بتث الروح لسنوات طويلة في المدرجات بلوحات فنية لا تقدر بثمن، ليصبح مركب محمد الخامس مقبرة للوداد والرجاء بعدما كان لحدا لخصومهما.
إنها قمة المتناقضات، أن تعيش الكرة المغربية أزهى فتراتها رياضيا ببلوغ الأسود نصف نهائي كأس العالم وفوز المملكة المغربية بشرف تنظيم مونديال 2030، فضلا عن تجهيزات وبنية رياضية تصنف من الأفضل عالميا، في الوقت الذي لم يتم الحفاظ فيه على إشعاع الديربي البيضاوي كإرث رياضي ، ثقافي وتاريخي يمثل جزءا مهما من تاريخ المغرب الرياضي ، وتحول من عرس كروي مغربي إلى مأتم !.