مر حزب الاستقلال بفترة حرجة شهدت نقاشات واسعة داخل قيادته حول مستقبل الحزب وأسلوب إدارته. وفي حديث للأمين العام لحزب الاستقلال السيد نزار بركة رفقة الصحفي ورئيس التحرير بالإذاعة الوطنية بالرباط السيد خالد برنان، أكد الأمين العام للحزب على التحديات التي واجهها الحزب والخطوات التي اتخذت لتعزيز دوره وتحديث هياكله.
تجديد القيادة
أوضح الأمين العام أن النقاش داخل قيادة الحزب انقسم بين وجهتي نظر رئيسيتين: الأولى كانت تؤيد الاستمرار بالقيادة الحالية التي حققت نتائج انتخابات 2022 مع إجراء تجديد طفيف، حيث يكون دور الأمين العام محصورًا في تمثيل الحزب وتنفيذ قرارات اللجنة التنفيذية، مع تعزيز دور الأمناء العامين الجهويين في إدارة الحزب. في المقابل، دعت وجهة النظر الثانية إلى ضرورة تقوية مؤسسة الأمين العام وتجديد هياكل الحزب بشكل أوسع.
إنجازات واضحة
أشار الأمين العام لحزب الاستقلال إلى أن النتائج التي حققها الحزب تؤكد صوابية النهج المتبع. فقد تم تجديد المجلس الوطني بنسبة تفوق 50%، والقيادة الحزبية بنسبة 57%، مما يعني أن 60% من الأعضاء الجدد يضخون دماء جديدة في الحزب، مما يعزز من قوته.
تعزيز الأمانة العامة
ركز الحزب على دور الأمانة العامة، حيث تم اعتماد مقترحات اللجنة التنفيذية بالإجماع من قبل المجلس الوطني. وهذا يعكس الثقة الكبيرة التي وضعت في الأمين العام والتوجه الذي يسير عليه الحزب كما تم استحداث جهاز المفتشين وإعادة تفعيل دور المفتش العام لتعزيز التنسيق والعمل الحزبي، بالإضافة إلى إنشاء لجنة الأخلاقيات التي تُعنى بتعزيز النزاهة في العمل السياسي، تماشيًا مع توجيهات جلالة الملك.
التعديل الحكومي ودوره
أكد انزار بركة على أهمية التعديل الحكومي الأخير، مشيرًا إلى أن أعضاء الحكومة هم أيضًا أعضاء في اللجنة التنفيذية للحزب، مما يضمن تضافر الجهود السياسية لتحقيق طموحات الحزب والوطن. كما أشار إلى أن الاتفاق على الحقائب الوزارية تم بناءً على البرنامج الانتخابي للحزب، مما يعكس التزام الحزب بتنفيذ برامجه على أرض الواقع.
موضحا ذلك في قوله: “حزب الاستقلال هو حزب القيام وحزب الفكر وحزب الاخلاق وبالتالي كان من الضروري ان نحدث هذه اللجنة التي تضم أسماء بارزة في حزب الاستقلال والتي يترأسها الدكتور عبد الواحد الفاسي، وسي محمد السوسي والأخت لطيفة بناني سميرس والأخ سعد العلمي وإخوان أخرين الذين لديهم دراية قوية بهذا الموضوع، وبالتالي هذا الأخير أعطى لنا نفس كبير في التقدم، وهناك غيرة كبيرة والتفاتة جد مهمة للحزب وحضور كبير انطلاقا من الاجتماع الأخير للمجلس الوطني، حيث وصلنا إلى 130 عضو حضروا الاجتماع وهذا يوضح على أننا نعمل بجهد من أجل تطوير حزبنا هذا.”
وأضاف الأمين العام لحزب الاستقلال، ” ولا ننسى أيضا أن التعديل الحكومي اليوم لعب دورا مهما لأن كل أعضاء الحكومة هما أيضا أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب وهذا يجعل أن العمل السياسي في حد ذاته له طموح لصالح الوطن كما له طموحات شخصية، فمن الضروري أن التدرج داخل الحزب يؤذي كذلك إلى مسؤوليات كبيرة تجاه تطبيق البرامج التي يدافع عنها الحزب. وجدير بالذكر أننا قبل أن نتفق على البرنامج الحكومي فقد قمنا بالاتفاق أولا على الحقائب الوزارية. وهذا ما تم انطلاقا من البرنامج الانتخابي الذي سبق وان قمنا بتحديده.”
التوجه نحو الدولة الاجتماعية
أبدى الأمين العام ارتياحه تجاه توجه الدولة نحو تعزيز الدولة الاجتماعية، كما أكد على التزام الحزب بالدفاع عن القدرة الشرائية للمواطنين ودعم الطبقة الوسطى والمستضعفين، وتنفيذ المشروع الملكي الطموح.
معربا عن ذلك من خلال حديث: ” إننا سنعمل كثيرا على تحسين البرامج الأساسية التي تتمحور حول التعادلية الاقتصادية.”
طموحات مستقبلية اختتم الأمين العام حديثه بالتأكيد على أن حزب الاستقلال هو حزب سياسي محترم وله طموحات كبيرة لقيادة الحكومة المقبلة، معربًا عن ثقته في قدرة الحزب على تحقيق أهدافه الوطنية والاجتماعية.
فاطمة الزهراء الجلاد.