عبر نادي الرجاء الرياضي مساء أمس الخميس ، مطب ضيفه إتحاد تواركة بنجاح ، بعد أن قلب تأخره بهدف الى فوز ب2/1 على أرضية ملعب العربي الزاولي ، لحساب مؤجل الجولة 13 من الدوري الإحترافي.
لقاء شهد أحداث و تقلبات عديدة لاسيما خلال الجولة الثانية ، عاشت فيه جماهير الرجاء أحاسيس مختلفة من غضب الى عتاب فسخط جماهيري عارم ثم أخيرا الفرج بعد تحقيق الفوز ولو بآداء محتشم .
و بالعودة الى مجريات المباراة ، دخل الرجاء بشعار حثمية الفوز خصوصا بعد السقطة الأخيرة بريتوريا أمام صان داونز وتقلص حظوظ الفريق في العبور الى الدور الموالي بالإضافة إلى تواضع الآداء منذ بداية الموسم الكروي الحالي ، بيد أن الكثير من عشاق الرجاء كان يجهل أنها المواجهة التي ستدق آخر مسمار في نعش هالا و من معه .
استغل الزوار حالة الإرتباك و الضغط النفسي الرهيب الذي يعيشوه لاعبو الرجاء و بادروا للهجوم ، حيث ناور كل من الشملال ، الضحاك و محمد أمين الساهل و فتحوا شوارع في دفاعات الرجاء المنهارة بدنيا و نفسيا ،و سجلوا هدف التقدم المستحق عند الدقيقة 33 بأقدام محمد أمين الساهل .
هدف أثار حفيظة جماهير النادي الأخضر ، هاته الأخيرة اختارت الإحتجاج بطريقة حضارية برفعها للافتات تنتقد بشدة تسيير عادل هالا و صديقه باقيلي على حد قولهم ، مشددة على ضرورة رحيل المكتب المسير بعد فشلهم في تدبير المرحلة الإنتقالية و غرقهم في بحر العشوائية و السماسرة .
و لم يسلم ربان الفريق سابينتو من الإنتقادات بدوره، حيث وجهت له جماهير الرجاء اشد أنواع العتاب مطالبة البرتغالي بالرحيل كذلك عن صفوف الفريق بعد النتائج المخيبة للآمال التي حصدها الرجاء تحت إمرته و المستوى الكارثي الذي أبان عليه الفريق امام كل من مانييما و صان داونز.
و مع مطلع الشوط الثاني ، بادرت الترات الرجاء الى مغادرة مدرجات ملعب العربي الزاولي كنوع من الإحتجاج على مستوى الفريق في مشهد مهيب و غير اعتيادي لكنه ينم عن سلوك حضاري لجمهور وفي ، أرسل به رسالة مشفرة لادارة و لاعبي الرجاء مفادها( لقد وصل السيل الزبى ، لطختم قميص و شعار فريقنا الغالي بالعار و الخزي رغم تشجيعنا و دعمنا المستمر لكم في أحلك الفترات و تحت أي ظرف كان ).
مشهد حرك المياه الراكدة في صفوف لاعبي الفريق الأخضر ، ليقلب بعدها أصدقاء نوفل الزرهوني الطاولة على كتيبة زمرات بتسجيلهم لهدفين عن طريق كل من يونس النجاري و آدم النفاتي في الدقيقتين 62 و 68 .
و استماث لاعبوا الرجاء بعدها رغم ضغط الزوار و كذا النقص العددي بعد طرد محمد بولكسوت في آخر أنفاس المواجهة ليحقق الرجاء بذلك فوزا صعبا استعاد به شيئا من كبريائه المفقود لدورات خلت.
و في الختام وجب التذكير أن نادي الرجاء الرياضي هو كيان عظيم بحمولة تاريخية و ألقاب كبيرة ، و غير مسموح البتة لأناس دخلاء على البيت الرجاوي و يفتقدون للحنكة و التجربة في التسيير أن يعيثوا فسادا في النادي ، و يلطخوا شعار و قميص فريق عالمي دافع عن الوانه اساطير عديدة ، و لامس الكمال الكروي ذات يوم بوصوله الى نهائي الموندياليتو ، لينقش بذلك اسمه باحرف من ذهب في سجلات التاريخ.