حزب الحركة الشعبية يعقد دورته الرابعة في إفران وسط سياق استثنائي

عقد حزب الحركة الشعبية دورته الرابعة للمجلس الوطني اليوم السبت بإفران، في ظل ظروف استثنائية على الصعيدين الداخلي والإقليمي، بالإضافة إلى المتغيرات الدولية التي شهدتها نهاية عام 2024، الذي كان مليئًا بالأحداث الكبيرة.
وفي هذا السياق، صرّح عادل السباعي، رئيس المجلس الوطني لحزب الحركة الشعبية، أن الدورة العادية للمجلس،  التي تم عقدها اليوم السبت تحت شعار “شركاء في المجتمع شركاء في خدمة الوطن”، نظمت وفقًا لمقتضيات القانون والنظام الداخلي للحزب، الذي ينص على عقد دورتين في السنة. وأكد السباعي أن هذه الدورة هي فرصة لتقييم أداء الحزب من موقع المعارضة، وكذلك لمناقشة المستجدات السياسية الوطنية والحزبية.
وأوضح السباعي في حديثه أن اختيار مدينة إفران لاستضافة “برلمان السنبلة” يأتي ضمن سياسة القرب والتواصل الدائم، والانفتاح والدينامية الجديدة التي يشهدها حزب الحركة الشعبية منذ مؤتمره الوطني الرابع عشر، بقيادة محمد أوزين الأمين العام للحزب. وتهدف هذه السياسة إلى الجرأة والوضوح في الخطاب والممارسة، كما أن إفران تعد إحدى القلاع التاريخية للحركة الشعبية.
وأشار السباعي إلى أن اختيار شعار الدورة “شركاء في المجتمع شركاء في خدمة الوطن” لم يكن عشوائيًا، بل هو رسالة خاصة إلى أحزاب الأغلبية الحكومية التي تستقوي بعددها وتسعى للهيمنة على كل شيء، مؤكدا أن المعارضة تعتبر شريكًا في المجتمع وفي خدمة الوطن.
وأضاف السباعي أن هذه الدورة هي فرصة لمراجعة الحالة العامة للبلاد في ظل الحكومة الحالية، خاصة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، من خلال التقرير السياسي الذي قدمه الأمين العام للحزب. وأكد أن الحزب استعرض مواقفه بخصوص عجز الحكومة عن تحقيق وعودها في مجالات النمو والتشغيل والحد من الغلاء، بالإضافة إلى مواجهة التحديات القائمة، خصوصًا بعد تمرير الحكومة لميزانية 2025 المخيبة للآمال.
وأكد السباعي أن دورة المجلس الوطني هي فرصة لتعزيز مكانة الحزب ورفع إيقاعه من موقع المعارضة، استعدادًا لتحديات الانتخابات المقبلة في عام 2026، وتثبيت “البديل الحركي”.
وأشار رئيس المجلس الوطني إلى أن برنامج الدورة شمل تقديم مقترحات لتعديل النظام الأساسي للحزب، وانتخاب أعضاء اللجان الدائمة، وكذلك مناقشة رغبة انضمام “التكتل الديمقراطي المغربي” الذي يتزعمه زهير أصدور إلى حزب الحركة الشعبية.
يذكر أن أشغال دورة “برلمان” الحركة الشعبية قد عقد في القاعة المتواجدة بمديرية القطب الرقمي للفلاحة والغابات ومرصد الجفاف بإفران، منذ التاسعة والنصف صباحًا. وشمل البرنامج استقبال وتسجيل المشاركين، وافتتاح الجلسة بآيات من الذكر الحكيم والنشيدين الوطني والحركي، وكلمة لرئيس المجلس الوطني عادل السباعي، تليها الكلمة التوجيهية لرئيس الحزب محند العنصر، ثم تم عرض التقرير السياسي للأمين العام محمد أوزين، وكلمات أخرى لرؤساء الفرق الحركية في البرلمان، بالإضافة إلى مناقشة التقرير المالي والمصادقة عليه، وتقديم مقترحات تعديل النظام الأساسي وانتخاب أعضاء اللجان الدائمة.
واختتمت فعاليات الدورة ببيان ختامي وتلاوة برقية ولاء وإخلاص إلى جلالة الملك محمد السادس.
فاطمة الزهراء الجلاد.