أكد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اليوم السبت في الرباط، أن إفريقيا يمكن أن تكون قاطرة للتنمية المستدامة ونموذجًا لبناء عالم أكثر توازنًا وإنصافًا، بفضل إمكاناتها الهائلة وفرصها الواعدة.
وأوضح لشكر، في كلمته خلال انعقاد المجلس العالمي للأممية الاشتراكية، أن إفريقيا تتمتع بموقع استراتيجي يمكّنها من أن تكون “جزءًا من الحل، لا مجرد متلقي لتداعيات الأزمات”، مشيرًا إلى ما تمتلكه القارة من موارد طبيعية هائلة، وثروة بشرية شابة وطموحة، وفرص اقتصادية غير مستغلة.
وأشار لشكر إلى أن الحركة الاشتراكية الديمقراطية تهدف إلى بناء عالم يعزز السيادة الوطنية للدول ويصون سلامة أراضيها بعيدًا عن التدخلات الخارجية أو الهيمنة الاقتصادية والسياسية. وأكد أن الهدف هو عالم يتمتع فيه الجميع بعدالة حقيقية في تقاسم الثروات، ويتحول فيه الاقتصاد إلى وسيلة لتحقيق التنمية الجماعية.
وتحدث لشكر عن تجربة المغرب الديمقراطية الفريدة في محيطه الإقليمي والقاري، مما جعل المملكة ركيزة للاستقرار في المنطقة والقارة بأكملها. وذكر إطلاق المغرب لمشاريع تنموية كبرى تستهدف تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، مع التركيز على الإنسان كمحور أساسي، ومراعاة التوازن بين مختلف الأقاليم من الشمال إلى الجنوب، مما ساهم في تقليص الفوارق الاجتماعية والاقتصادية.
وتطرق لشكر إلى التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الحالية التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات العالمية، مثل الهجرة غير النظامية، والإرهاب، والاتجار بالبشر. ودعا إلى تبني استراتيجيات شاملة للتصدي لهذه التحديات من خلال معالجة الأسباب الجذرية لهذه الظواهر، مثل الفقر والتهميش الاجتماعي وعدم الاستقرار السياسي.
وأكد لشكر على ضرورة اتخاذ مواقف حاسمة ورؤية عادلة لمواجهة التحديات الدولية الكبرى، مشيرًا إلى قضية الشعب الفلسطيني كواحدة من أطول الصراعات السياسية والإنسانية في العصر الحديث.
ويجمع المؤتمر الذي ينعقد تحت شعار “حلول تقدمية لعالم متغير” ممثلي الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية والاشتراكية والعمالية الأعضاء في الأممية. وناقش المشاركون في المؤتمر قضايا متنوعة مثل “التشدد، السلام وتعزيز أمن الأشخاص”، “ميثاق المستقبل كأداة من أجل أممية جديدة”، و”التأثير السوسيو-اقتصادي للتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية”.
فاطمة الزهراء الجلاد.