في خطاب ألقاه أمام أكثر من 220 قياديا وعضوا بأحزاب يسارية من مختلف الدول والقارات، شدد رئيس الوزراء الإسباني وزعيم الأممية الاشتراكية، بيدرو سانشيز، على أهمية التعددية الديمقراطية وحقوق الإنسان في مواجهة التحديات العالمية. قال سانشيز: “التعددية الديمقراطية وحقوق الإنسان يواجهان مشكلات متعددة أكثر من أي وقت مضى في كافة أنحاء العالم؛ فقيم اليسار تواجه التهديد في الشرق كما في الغرب.”
أشار سانشيز إلى أن شرق إفريقيا تعاني من التطرف والقبلية والعنصرية المقيتة، مؤكدا أن العديد من البلدان في المنطقة قد دمرتها هذه العوامل. وفي الشرق الأوسط، استنكر الحروب المستمرة التي تؤدي إلى مقتل الأبرياء يوميًا وسط صمت دولي غير مفهوم، معربًا عن قلقه من التعدي على سيادة الدول، مستشهدا بالحالة الأوكرانية كمثال واضح.
وأضاف زعيم الأممية الاشتراكية أن “صوت الأحزاب اليسارية، في عالم اليوم، لم يعد مهما فقط بل ضروريا، ويتعين علينا الدفاع عن وجود دولة فلسطينية تعيش في سلام جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.” كما دعا إلى إيجاد حلول دائمة من أجل أن ينعم اللبنانيون والسوريون بسلام ويعيدوا بناء بلادهم.
وأبرز سانشيز أهمية توحيد جهود الأحزاب اليسارية والالتزام بالمعايير العادلة في معالجة القضايا المطروحة، مشددا على ضرورة نبذ المعايير المزدوجة لتحقيق مصداقية أكبر.
في سياق آخر، حذر سانشيز من تمدد اليمين المتطرف الذي بات يستخدم التكنولوجيا لنشر أفكاره، مما يشكل تهديدا حقيقيا للديمقراطية والمساواة بين الجنسين. وقال: “النظر إلى المستقبل من منظار الماضي شيء غير مقبول، إنه الخطر الذي تواجهه الإنسانية.”
وأكد على خطورة التطبيع مع قضايا التطرف واليمين المتطرف، داعيا إلى عدم قبولها ومشددا على ضرورة إدانة خطاب الحقد والكراهية والوقوف مع المنظمات الدولية بعزم، ورفع علم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان عاليا.
وأشار سانشيز إلى أن الاشتراكية الديمقراطية هي النموذج الذي يجب العمل على تكييفه مع الواقع الحالي لتحقيق الانتصارات المستقبلية، مؤكدًا على ضرورة مضاعفة الجهود لتعزيز مبادئ الاشتراكية الأممية.
شارك إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، رؤية سانشيز، حيث أكد أن العالم يشهد تزامنا مقلقا بين التقدم التكنولوجي المتسارع وتصاعد التوترات والصراعات. وأضاف لشكر أن إفريقيا يمكنها أن تكون جزءا من الحل، بفضل ثرواتها البشرية والطبيعية والفرص الاقتصادية التي تتيحها.
وشدد لشكر على أن مسؤولية اليسار تتجاوز الاحتفاء بالفرص إلى العمل الجاد لتحويلها إلى واقع يحقق الرفاه لشعوبنا ويضمن مستقبلا أكثر إشراقًا، موضحا أن قيم العدالة والمساواة والتضامن الإنساني هي أدوات فعالة لبناء مجتمع أكثر توازنا وعالم أكثر إنصافا.
وأبرز أن العالم الذي يسعى اليسار لتحقيقه هو عالم يكرس السيادة الوطنية للدول ويصون سلامة أراضيها، ويحترم البيئة ويضمن حقوق الإنسان الأساسية، معتبرا المغرب نموذجا يحتذى به في هذا السياق.
وأشار لشكر إلى نجاح التجربة المغربية في تطوير مؤسسات الدولة وتعزيز المسار الديمقراطي، على الرغم من التحديات الكبرى التي واجهتها، مشيدا بالإصلاحات السياسية التي أرست نموذجا ديمقراطيا بتوافق تام بين كل مكونات المغرب ومؤسساته.
وتطرق لشكر إلى قضية الهجرة، مؤكدا أنها تحمل فرصا مهمة إذا أديرت بشكل صحيح، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لتوفير الحماية للمهاجرين. كما تطرق إلى التحديات الأمنية المرتبطة بالهجرة، مثل الإرهاب والاتجار بالبشر، داعيا إلى إقرار سياسات واضحة للقضاء على هذه الظواهر.
وفي الختام، ذكر لشكر بقضية الشعب الفلسطيني، مطالبا المجتمع الدولي بدعم حقوق الفلسطينيين وإقامة دولتهم المستقلة، مشيدا بجهود زعيم الأممية الاشتراكية بيدرو سانشيز في هذا المجال، وداعيا إلى خطوات عملية لتحقيق السلام العادل.
فاطمة الزهراء الجلاد.