تعثر مفاوضات التهدئة: شروط جديدة تؤجل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل

تعثرت مفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة “حماس” وإسرائيل بعد أيام من المحادثات المكثفة برعاية وسطاء دوليين. وأعلنت “حماس” أن المحادثات التي كانت قريبة من تحقيق اختراق مهم أُجهضت بسبب إدخال إسرائيل شروطًا جديدة اعتبرتها الحركة غير مقبولة.

خلفية الأزمة

جاءت هذه المفاوضات في أعقاب أسابيع من التصعيد المتبادل، حيث شنت إسرائيل ضربات جوية مكثفة على غزة ردًا على إطلاق الصواريخ من القطاع، بينما استهدفت المقاومة الفلسطينية المدن الإسرائيلية بوابل من الصواريخ. وفي ظل تصاعد أعداد الضحايا والمخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية، تدخلت أطراف دولية مثل مصر وقطر إلى جانب الأمم المتحدة لدفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات.

تفاصيل الخلاف

أكدت مصادر مطلعة أن إسرائيل أضافت شروطًا متعلقة بتقييد حركة قيادات “حماس” وفرض قيود على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. في المقابل، طالبت “حماس” بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، لا سيما النساء والأطفال، ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى كجزء من الاتفاق.

وفي بيان صحفي، قال الناطق باسم “حماس” إن الحركة لن تقبل بأي اتفاق “لا يلبي الحد الأدنى من تطلعات الشعب الفلسطيني ويضمن وقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل”. من جهتها، بررت إسرائيل موقفها بالقول إن شروطها تهدف إلى “ضمان الأمن ومنع تجدد الهجمات”.

من جهتها أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء تعثر المفاوضات، محذرة من أن الفشل في التوصل إلى تهدئة قد يؤدي إلى تصعيد أوسع. ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الطرفين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات فورًا وتقديم تنازلات متبادلة لتحقيق الاستقرار.

أما على المستوى الإقليمي، فقد أكدت مصر أنها ستواصل جهودها لردم الفجوة بين الطرفين، فيما دعت قطر المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغوط على إسرائيل لإنهاء الحصار على غزة كشرط أساسي لأي تهدئة دائمة.

في غضون ذلك، يستمر الوضع الإنساني في التدهور داخل قطاع غزة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات الطبية، بينما تشرد الآلاف جراء القصف الإسرائيلي. وأعلنت منظمات إغاثة دولية أن استمرار التصعيد سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع المحاصر.

و يبقى مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار غامضًا في ظل التوترات المتصاعدة. ويرى مراقبون أن تحقيق اختراق يتطلب تدخلًا دوليًا أقوى ومرونة أكبر من الجانبين. وبينما يأمل الفلسطينيون في وقف العدوان ورفع الحصار، يبدو أن الطريق نحو التهدئة لا يزال مليئًا بالعقبات.

أخيرا وليس آخرا ففي خضم هذا التعثر، يظل الشارع الفلسطيني والإسرائيلي يتساءل: إلى متى ستظل لغة النار هي السائدة؟ وبين مطالب تسعى للحرية وآمال في الأمن والاستقرار، يقف العالم أمام اختبار حقيقي لإرادته السياسية وقدرته على كسر دائرة العنف المتكررة. فهل يحمل الغد بريق أمل يعيد الحياة إلى طبيعتها، أم أننا أمام فصل جديد من المأساة التي لا تنتهي؟