مع نهاية سنة 2024، وبعد مرور أربع سنوات على مغادرته البيت الأبيض، يعود دونالد ترامب بقوة إلى الساحة السياسية الأمريكية بفوزه بالانتخابات الرئاسية، ليصبح الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة. يسعى ترامب خلال ولايته الثانية لتحقيق أهداف طموحة، من بينها إعادة عافية الاقتصاد الأمريكي، استعادة مكانة الولايات المتحدة الدولية، وتحقيق السلام العالمي.
حملة انتخابية شرسة وعودة قوية
على مدار العام المنصرم، كثف ترامب من وتيرة حملته الانتخابية، حيث زاد من عدد التجمعات وجمع التبرعات، وحشد التأييد حتى في صفوف المستقلين والديمقراطيين المنتفضين ضد إدارة حزبهم. تفوق ترامب على جو بايدن الذي افتقر للحيوية، ما أدى إلى زيادة شعبيته خاصة مع تكرار هفوات وزلات لسان منافسه.
المناظرة الكارثية ونتائج الانتخابات
بلغت ذروة أداء بايدن الضعيف في مناظرة رئاسية وصفتها الصحافة الأمريكية بالكاريثية، مما أدى إلى انسحابه من السباق واختيار كامالا هاريس كمرشحة للرئاسة. أسهمت هذه التطورات، إلى جانب محاولتي اغتيال تعرض لهما ترامب خلال الصيف، في تعزيز شعبيته وصورته كمنقذ لأمريكا.
في يوم الاقتراع، وعلى خلاف كل التوقعات، فاز ترامب بشكل صريح، حاصلا على أصوات 312 من كبار الناخبين مقابل 226 لهاريس، بالإضافة إلى 77.2 مليون صوت شعبي.
سياسات ترامب الداخلية والخارجية
يعتزم ترامب خلال ولايته الثانية تنفيذ مجموعة من السياسات التي تركز على الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية. داخلياً، يهدف إلى تقليص الضرائب على ذوي الدخل المنخفض، تحسين كفاءة العمل الحكومي، وتشجيع المنتجات الأمريكية عبر فرض ضرائب جمركية جديدة.
في مجال الهجرة، يعتزم ترامب ترحيل “عشرات الملايين” من المهاجرين غير القانونيين. وقد عيّن توماس هومان كـ “قيصر الحدود” للإشراف على هذه العملية.
أما في السياسة الخارجية، فإن ترامب يعتزم إنهاء الصراعات المسلحة في أوروبا والشرق الأوسط، ما يتيح للولايات المتحدة التركيز على مواجهة الصين. عيّن ماركو روبيو وزيراً للخارجية لقيادة هذه الجهود.
خطوات أولية وتحديات مستقبلية
لم ينتظر ترامب حتى يوم تنصيبه ليبدأ بتنفيذ سياساته، فقد هدد بفرض ضرائب جمركية باهظة على المكسيك وكندا، مما دفع قادة البلدين للتواصل لإيجاد حلول. كما أعلن الرئيسان الروسي والأوكراني عن استعدادهما للتفاهم لحل الصراع بين بلديهما، ابتداء من 2025.
التحديات أمام الديمقراطيين
في ظل هذه التطورات، يجد الحزب الديمقراطي نفسه في موقف صعب، حيث يعاني من تراجع في القيادة والقدرة على التواصل مع الناخبين. ويستعد الحزب لإعادة هيكلة صفوفه بعد الهزيمة في الانتخابات الرئاسية وفقدانه للأغلبية في مجلس الشيوخ.
بهذه العودة القوية، يثبت دونالد ترامب قدرته على استعادة زمام الأمور والقيادة في الولايات المتحدة، ويضع أمامه مجموعة من التحديات والطموحات التي يأمل في تحقيقها خلال ولايته الثانية.
فاطمة الزهراء الجلاد.