تعيش الواحات المغربية أزمة مائية خانقة تهدد استدامة الزراعة فيها، ويُعدّ هذا القطاع جزءًا أساسيًا من حياة العديد من الأسر التي تعتمد بشكل رئيسي على زراعة النخيل والمحاصيل الزراعية. ومن أبرز المسؤولين الذين أبدوا قلقهم إزاء الوضع، البرلماني إسماعيل العالوي الذي طالب بإجراءات استعجالية لحفر الآبار في مناطق الواحات، وذلك لإنقاذ هذا المورد الطبيعي والثقافي الفريد من نوعه.
التهديدات الطبيعية والتغيرات المناخية
الواحات ليست مجرد مساحات خضراء، بل هي رئة الأرض في بعض المناطق المغربية، حيث توفر الحياة الاقتصادية والاجتماعية للكثير من العائلات. لكن هذه المناطق تواجه تحديات كبيرة نتيجة للتغيرات المناخية والجفاف المستمر، ما يؤدي إلى انخفاض معدلات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي تقلص مخزون المياه السطحية. هذه العوامل جعلت من الضروري اتخاذ إجراءات فورية لحماية هذا الإرث.
أهمية حفر الآبار في الحفاظ على الزراعة
خلال جلسة أسئلة في مجلس المستشارين، أكد العالوي أن حفر الآبار في الواحات أصبح ضرورة ملحة لتوفير مياه السقي، ليس فقط لاستمرار زراعة النخيل والمحاصيل الأخرى، بل أيضًا لحماية التربة من التدهور والانجراف. هذه الآبار ستكون بمثابة حل استراتيجي لضمان الأمن المائي في المنطقة، لا سيما في ظل تراجع الموارد المائية السطحية. كما أشار العالوي إلى أن منطقة الرُّيدية تعتبر نموذجًا حيًا لهذا التحدي، حيث تشهد هذه المنطقة تدهورًا في إنتاجية النخيل بسبب نقص المياه.
سد تدغوست: خطوة استراتيجية نحو الاستدامة
في إطار البحث عن حلول مستدامة، تبرز أهمية مشروع سد تدغوست الذي يُعد من أبرز المشاريع المائية في المنطقة. هذا السد سيلعب دورا حيويا في تعزيز الموارد المائية السطحية من خلال تخزين مياه الأمطار واستغلالها في فترات الجفاف. كما سيساهم في تحقيق التوازن المائي وتلبية احتياجات السقي، ما يضمن استدامة الزراعة وحماية النظام البيئي للواحات. وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لهذا المشروع، يظل تساؤل عما تحقق في مراحله الحالية ومتى سيكتمل بناء السد.
أهمية التحرك السريع
لقد تجاوزت مشاريع حفر الآبار وبناء السدود مجرد كونها إجراءات تقنية، فهي تمثل ضرورة حيوية لإنقاذ الواحات المغربية من التدهور. في هذا السياق، طالب العالوي بسرعة اتخاذ خطوات عملية وملموسة من قبل الجهات المختصة، موجها نداء عاجلا لوزارة الفلاحة لتسريع تنفيذ هذه المشاريع.
إن الحفاظ على الواحات المغربية لا يعد تحديا بيئيا فقط، بل هو أيضا مسؤولية اجتماعية واقتصادية تقتضي تدابير مستدامة لحماية الزراعة وتوفير الأمن الغذائي للسكان.
فاطمة الزهراء الجلاد.