في هذا السياق، ساهم المغرب بشكل كبير في حلحلة النزاعات التي تعصف بالقارة، لا سيما في منطقة الساحل والصحراء، حيث عمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة وتعزيز الحلول السلمية المستدامة. كما لعب دوراً محورياً في مواجهة التحديات الأمنية، خصوصاً مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، عبر طرح استراتيجيات إقليمية تركز على الوقاية والتنمية الاقتصادية كسبيل للقضاء على جذور هذه الظواهر.
ولم يقتصر دور المغرب على الجانب الأمني فقط، بل امتد إلى تقديم المساعدات الإنسانية في مناطق النزاع ودعم جهود إعادة الإعمار وبناء السلام. هذه المساهمات عززت مصداقية المملكة كشريك موثوق يسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار في القارة.
من خلال مقاربته التي تجمع بين الدبلوماسية الاستباقية والرؤية بعيدة المدى، رسخ المغرب مكانته كفاعل أساسي في تحقيق رؤية الاتحاد الإفريقي لعام 2063، التي تهدف إلى بناء قارة تنعم بالسلم والازدهار. إن هذا الدور المتقدم للمملكة يعكس التزامها بمبدأ “إفريقيا من أجل الأفارقة” ويعزز مكانتها كجسر للتعاون والسلام في القارة السمراء.