الأسرة في فكر أمير المؤمنين: اهتمام لا محدود واجتهاد مفتوح

في اجتماع استثنائي ترأسه الملك محمد السادس، برزت أهمية الأسرة المغربية في فكر أمير المؤمنين، كما أشار إلى ذلك مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي الجهوي بالشرق وعضو المجلس العلمي الأعلى. هذا الاجتماع الذي عقد يوم الإثنين مع الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، جاء في توقيت حساس يتسم بالانتظار والترقب للنتائج المنتظرة.
إشارات قوية لأهمية الأسرة
أكد بنحمزة أن الاجتماع الملكي أعطى إشارات واضحة حول مكانة الأسرة في فكر الملك محمد السادس، مشددا على أن قضية الأسرة ليست مجرد مسألة تخص فئة محددة، بل هي قضية دولة وأمة بأكملها. وأشار إلى أن الملك أصر على عقد هذا الاجتماع رغم الظروف الصحية التي يمر بها، مما يعكس أهمية هذا الموضوع لديه.
الإنجازات والمشاريع الكبرى
جاء هذا الاجتماع في سياق إنجازات كبيرة يحققها المغرب، مثل الإحصاء السكاني الأخير والنموذج التنموي الجديد ومشروع الجهوية المتقدمة. هذه الإنجازات تستدعي إنهاء الخلافات الداخلية وتعزيز الوحدة الوطنية لتحقيق استقرار البلاد. كما أبرز بنحمزة أن الملك محمد السادس يعير اهتماما كبيرا للمشاريع الكبرى واستقبال العالم على المستوى الرياضي.
تعديلات مدونة الأسرة
تطرق بنحمزة إلى المقترحات المقدمة بشأن تعديلات مدونة الأسرة، والتي بلغت أكثر من مائة مقترح، مشيرا إلى أن الجميع عبر عن آرائهم دون قيود. وأكد أن الإصلاح الحقيقي هو الذي لا يتعارض مع هوية المغرب، وأن الهدف من هذه التعديلات هو ضمان استقرار الأسرة المغربية.
 إشارات طمأنة
شدد بنحمزة على أن الاجتماع الملكي أعطى إشارات قوية إلى أن الأسرة هي مكان للأمن الفردي بين الرجل والمرأة، وأن التعديلات تهدف إلى تحقيق السكينة والاستقرار في العلاقات الأسرية. وأكد أن إمارة المؤمنين ليست مجرد عنوان بل ممارسة فعلية تحسم الكثير من النزاعات.
مواجهة التحديات
في ختام حديثه، نبه بنحمزة إلى أن التحديات التي تواجه المغرب ليست بالقليلة، وأن أي خطأ في التعامل مع قانون الأسرة يمكن أن يتم توظيفه للتشتيت. وأكد أن إحالة النصوص على المجلس العلمي الأعلى هي إشارة طمأنة وضمانة للمغاربة، مشددًا على ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية وعدم استثمار الخلافات والنزاع.
بهذا، يظهر بوضوح أن اهتمام الملك محمد السادس بالأسرة يتجاوز الحدود التقليدية، ليشكل ركيزة أساسية في بناء مجتمع موحد ومستقر، قادر على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية الشاملة.
فاطمة الزهراء الجلاد.