جاء وسط “هالة” فأصبح مجرد “عالة”.. الرجاء يحتضر اليوم أمام أنظار أنصاره ومحبيه

عثمان فواج

تولى الرئاسة وسط “هالة” إعلامية و”ضجة” فايسبوكية كبيرة بصفحات معينة اختارت الترويج له ببطل يرتدي ثوب المنقذ في ظل غياب أي مرشح بعد شغور منصب الرئيس السابق محمد بودريقة، الذي فشل في ولوج أراضي المملكة المغربية بعد الاعتقال الذي طاله بمطار برلين الدولي، لأسباب نجهل ليومنا هذا المذكرة الرئيسية ومضامينها الأساسية التي دفعت السلطات الألمانية لاتخاذ هذا الإجراء.

دشن “عادل هالا” عمله من نائب أول إلى رئيس للنادي في تجربة قيادة السفينة الرجاوية في الواقع بعيدا عن قيادة المواقع، فانطلق وهو واثق الخطوات في مسار اعتبره في مخيلة عقله “مسار الاستمرار على خطى الموسم الماضي الذهبي”، البداية تمثلت في الاستغناء عن مجموعة من أعمدة الفريق الأساسية بدعوى وجود الأزمة المالية التي لم تكن ولو في يوم من الأيام سببا رئيسيا، فقرر بيع عقود كل من “المهدي موهوب، إسماعيل المقدم، محمد المكعازي” بهدف إنعاش الخزينة، لم يتوقف هنا بل أعاد تعيين “عادل باقيلي” من جديد كمسؤول عن المشروع الرياضي وأيضا الفريق الأول، الذي أبرم مجموعة من التعاقدات دون أي نظرة أو استشارة تقنية، ليستنجد في الأخير بوكيل أعمال لاعبين جلب له في وقت سابق المدرب البوسني “روسمير سفيكو” لقيادة الفريق الأول، فلم يكفيه ذلك فقرر تنصيب نفسه العنوان الأبرز لميركاتو النسور الصيفي باقتراح العديد من موكليه لسد الخصاص وتعويض المغادرين، فتأتى له ما أراد وانضم الثلاثي الخاص به المكون من (فيديريكو بيكورو، بنعيسى بنعمر، عبد الرحمن السوسي) للقلعة الخضراء.

انطلق الموسم وسط غياب مدير رياضي وتحكم السيد “عادل باقيلي” المسؤول عن الفريق الأول إلى جانب وكيل الأعمال في ميركاتو النسور الصيفي، المسلسل لم يطول طويلا ليسجل المشاهد والمحب الرجاوي ضعف التعاقدات الصيفية بدون استثناء، وضعف البوسني “روسمير سفيكو” الذي لا يتناسب أسلوبه مع هوية النادي وطموحاته وتطلعات أنصاره، فكانت نهاية الجزء الأول بعنوان الإقالة بعد هزيمة مدوية بثلاثية أمام اتحاد طنجة بلاعبيه الشبان، عبرة لم يحاول من خلالها تفادي أخطاءه ليواصل السير وحيدا في الجزء الثاني فكان الحل متمثلا في “عبد الكريم الجيناني” لقيادة الفريق الأخضر بشكل مؤقت خلال ثلاث مباريات متتالية انتصر في جميعها بالأداء والنتيجة، ليقرر وضع حد له بإصدار قرار الاستقرار على التعاقد مع البرتغالي المخضرم “ريكاردو سا بينتو” الذي بدأ الرحلة بهزيمة أمام السوالم ببرشيد وأنهاها بسقوط قاري أول أمام صن داونز الجنوب إفريقي ببريتوريا، لينتفض المدرج الجنوبي في وجه الجميع بملعب العربي الزاولي، بعد سوء حال فريقه إداريا ورياضيا مطالبا برحيل المكتب المديري الحالي والمدرب البرتغالي، هذا الأخير شكل لقاء اتحاد تواركة الأخير له في تجربته التدريبية السيئة، لينتقل رئيس النادي إلى الجزء الثالث ما قبل الأخير بتوكيل مهمة تدريب الفريق للإطار الوطني “حفيظ عبد الصادق” وإقالة “عادل باقيلي” من مهامه، دون أي تغيير فقط مواصلة سلسلة النتائج السلبية وتدهور الأوضاع سواءا على ما هي عليها.

اليوم، الرجاء الرياضي بتاريخه الملهم وإنجازاته التاريخية يحتضر أمام أنظار أنصاره ومحبيه بسقوط متتالي محليا أمام أندية جعلت من حلمها حقيقة وواقع، بعد فشلها في الانتصار على الفريق الأخضر منذ صعودها لقسم الأضواء، لم يتوقف الفشل هنا بل بات رجاء الشعب على مقربة من الإقصاء القاري باعتباره أخر ترتيب المجموعة، ليكون المشجع الرجاوي على بعد خطوات من نهاية مسلسل الحلقة الأخيرة داخله قد يأتي في طياتها عنوان “نوبة قلبية تنهي حياة نسر الرجاء جراء موسم صفري كارثي بكل المقاييس”.