في تأكيد جديد على عمق العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والمغرب، كشف الجنرال CQ Brown, Jr.، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، عن محادثاته مع المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية، تناولت التحديات الأمنية في منطقة الساحل والمغرب الكبير. في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي، شدد المسؤول العسكري الأمريكي على أن المغرب يظل أحد أقدم حلفاء واشنطن، مؤكدًا استمرار التعاون المشترك لمواجهة المخاطر الأمنية المتزايدة في المنطقة.
هذه المحادثات تأتي في سياق التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الساحل، حيث تتزايد التهديدات الإرهابية وعدم الاستقرار السياسي، إلى جانب التحديات التي يفرضها النفوذ الروسي المتزايد في بعض دول المنطقة عبر مجموعة فاغنر. في هذا الإطار، يُعتبر المغرب شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا للولايات المتحدة في جهود محاربة الإرهاب وتعزيز الاستقرار، وهو ما تؤكده الشراكة العسكرية القوية التي تجمع البلدين، والتي تشمل تدريبات عسكرية مشتركة مثل مناورات الأسد الإفريقي والتعاون الاستخباراتي في قضايا مكافحة الإرهاب.
الرسالة التي حملتها تغريدة الجنرال الأمريكي تكتسي أهمية بالغة، خاصة في ظل التهديدات الأمنية القادمة من الشرق والجنوب، حيث يستمر النظام الجزائري في محاولاته لزعزعة الاستقرار الإقليمي من خلال دعمه لمليشيات البوليساريو والجماعات المسلحة في الساحل. من جهة أخرى، يُبرز هذا التصريح مكانة المغرب كقوة إقليمية صاعدة قادرة على لعب دور أساسي في الاستراتيجية الأمنية الأمريكية في شمال إفريقيا.
تعزيز التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة في هذا التوقيت يبعث برسائل واضحة إلى خصوم المملكة، مفادها أن المغرب ليس وحيدًا في مواجهة التحديات الأمنية، وأن تحالفه مع القوى الكبرى يزداد متانة. في ظل هذا المشهد، يظل المغرب لاعبًا محوريًا في الأمن الإقليمي، مدعومًا بحلفائه الاستراتيجيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.