المغرب في قلب التحول الطاقي العالمي: موقع استراتيجي ورؤية مستدامة

المغرب في قلب التحول الطاقي العالمي: موقع استراتيجي ورؤية مستدامة
أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، خلال مشاركتها في مؤتمر ميونيخ للأمن، على الموقع الاستراتيجي للمغرب في تطوير الطاقات المتجددة، مشددة على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة كممر طاقي بين إفريقيا وأوروبا والحوض الأطلسي.
وخلال مائدة مستديرة حول الطاقات النظيفة، أوضحت الوزيرة أن أزمة الطاقة لعام 2022، الناجمة عن النزاع الروسي الأوكراني والاضطرابات في سلاسل الإمداد، كشفت عن الحاجة الملحة لإرساء شراكات مستقرة ومستدامة. وأبرزت أن المغرب، بفضل علاقاته القوية مع أوروبا، تمكن من تجاوز التحديات وتعزيز مكانته كمحور رئيسي في مجال الطاقة المتجددة.
وشددت بنعلي على ضرورة تأمين عقود طويلة الأجل للهيدروجين والكهرباء، بما يضمن هيكلة نظام اقتصادي واجتماعي مستدام في المغرب. كما سلطت الضوء على مفهوم “ممر OTC”، الذي يهدف إلى ضمان أن عمليات الإنتاج والنقل والمصادقة على الطاقات المتجددة تتماشى مع معايير الاستدامة العالمية، داعية إلى تبني مقاربة متكاملة تشمل الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
وأشارت الوزيرة إلى أن المغرب يسعى إلى تقليص تكاليف الطاقة عبر تحقيق وفورات الحجم وضخ استثمارات كبرى لتحسين الكفاءة وتعزيز القدرة التنافسية الطاقية. وأكدت أن المملكة، التي بلغت نسبة الكهربة فيها 99.8%، في وضع مثالي للمساهمة في تحسين الولوج إلى الطاقة في القارة الإفريقية، حيث لا يزال 600 مليون شخص محرومين منها.
يذكر أن مؤتمر ميونيخ للأمن 2025، الذي انطلق في العاصمة البافارية بحضور الرئيس الفيدرالي الألماني فرانك فالتر شتاينماير، يمثل منصة رفيعة المستوى لمناقشة القضايا الكبرى في السياسة الخارجية والأمن الدولي. ويركز برنامج المؤتمر، الممتد من 14 إلى 16 فبراير الجاري، على قضايا الأمن العالمي، بما في ذلك الحوكمة الدولية، وقدرة الديمقراطيات على الصمود، والأمن المناخي، إضافة إلى تحليل الأوضاع الجيوسياسية والنزاعات الإقليمية ودور أوروبا في النظام الدولي.
بهذا، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كفاعل رئيسي في التحول الطاقي العالمي، معززا موقعه الاستراتيجي واستثماراته في الطاقات المتجددة لضمان مستقبل مستدام ومتوازن.
فاطمة الزهراء الجلاد.