وسط زخم الأحداث الدبلوماسية التي تعرفها العاصمة الرباط، حلّت وزيرة الشؤون الخارجية والفرنكوفونية ومواطني إفريقيا الوسطى بالخارج، سيلفي بايبو تيمون، وهي تحمل رسالة خطية من رئيس بلادها، فوستين آرشانج تواديرا، إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس. لقاء وزاري يحمل في طياته أكثر من مجرد تبادل برتوكولي، فهو يعكس عمق الشراكة بين الرباط وبانغي في سياق إقليمي متغير.
الزيارة، التي جاءت في توقيت حساس بالنسبة للقارة الإفريقية، أعادت رسم ملامح التحالفات المغربية داخل العمق الإفريقي، خاصة أن المغرب لطالما كان فاعلاً رئيسياً في استقرار جمهورية إفريقيا الوسطى، سواء عبر دعمه السياسي أو حضوره الميداني من خلال قوات حفظ السلام. وبينما تتشابك المصالح الدولية في هذا البلد الغني بالموارد والطموحات، يبدو أن الرباط اختارت طريق الشراكة المستدامة بدلاً من المصالح الظرفية.
ولم يكن اللقاء مجرد تبادل للرسائل، بل شهد توقيع ثلاث اتفاقيات تعاون تمتد عبر مجالات الصناعة التقليدية، والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والصحة، والسياحة. هذه القطاعات، التي تمثل حجر الأساس في التنمية البشرية، تعكس رؤية المغرب في بناء علاقات جنوب-جنوب أكثر متانة، حيث لا يقتصر الأمر على الدبلوماسية السياسية، بل يمتد إلى خلق فرص حقيقية للتنمية.
في ظل هذه المعادلة، يبقى السؤال مفتوحًا: كيف ستترجم هذه الاتفاقيات على أرض الواقع؟ وما الأثر الذي ستتركه هذه الشراكة على مستقبل العلاقات بين الرباط وبانغي؟ في انتظار الإجابة، يظل المغرب رقماً صعباً في معادلة الاستقرار والتنمية بإفريقيا، مستمراً في مدّ جسور التعاون بعيداً عن الأضواء الصاخبة والمصالح الضيقة.