الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية نموذج تنموي يحتذى به على المستوى الوطني والإفريقي 

الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية نموذج تنموي يحتذى به على المستوى الوطني والإفريقي 
شهدت الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية تحولات تنموية عميقة جعلتها نموذجا يحتذى به على المستويين الوطني والإفريقي، وذلك بفضل الرؤية الملكية السديدة والمجهودات الحكومية المبذولة لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي لسكان المنطقة.
جاء هذا التأكيد خلال ندوة نظمها منتدى الصحراء للحوار والثقافات،يوم أمس الخميس، تحت عنوان “قضية الصحراء المغربية: من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير”، بحضور مسؤولين حكوميين وسفراء أفارقة وممثلين عن المجتمع المدني وخبراء في مجالات التنمية.
نقلة نوعية في التنمية الشاملة
في كلمته، أبرز صلاحي السويدي، رئيس المنتدى، أهمية الجهود المبذولة من قبل القطاعات الحكومية والمؤسسات الدستورية والهيئات المنتخبة في تعزيز التنمية المستدامة وترسيخ مبادئ الحكامة الرشيدة والشفافية والمشاركة المواطنة. وأوضح أن قضية الصحراء المغربية مرت بعدة مراحل تاريخية، من الاستعمار الإسباني إلى استرجاع الأقاليم الجنوبية عبر المسيرة الخضراء، وصولا إلى المرحلة الحالية التي تتميز بتعزيز البنية التحتية وتحقيق طفرة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.
وأضاف السويدي أن التطورات الإقليمية والدولية تحتم على الجميع الانتقال من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير، بما يرسخ المكتسبات الوطنية، ويعزز الوحدة الترابية، ويفسح المجال أمام المجتمع المدني للمرافعة عن القضية الوطنية على جميع الأصعدة.
الطاقات المتجددة: خيار استراتيجي للمستقبل
من جانبه، أكد محمد وحميد، الكاتب العام بالنيابة لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن الأقاليم الجنوبية تشهد تحولا حقيقيا في مجال الطاقات المتجددة، حيث أصبحت الاستثمارات في هذا القطاع خيارا استراتيجيا يرسخ مكانة المغرب كمركز إقليمي للطاقات النظيفة.
وأشار إلى أن المشاريع التنموية القائمة تشمل تطوير البنية الكهربائية لتعزيز مرونة الشبكة، إلى جانب استثمارات ضخمة في إطار استراتيجية الهيدروجين الأخضر، التي ستساهم في خلق فرص اقتصادية جديدة ودعم التنمية المستدامة.
التعليم والرياضة: دعائم أساسية للتنمية البشرية
أما في قطاع التربية الوطنية، فأوضح يوسف الصويبرات، ممثل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن الأقاليم الجنوبية شهدت توسعا في العرض التربوي وتحسين جودة التعليم، مما انعكس إيجابا على مؤشرات الولوج إلى المؤسسات التعليمية.
وأكد أن الجهود الحكومية شملت تطوير البنية التحتية الرياضية وتنظيم تظاهرات وطنية كبرى، مثل المهرجان الوطني للشعر التلاميذي الذي تحتضنه جهة الداخلة وادي الذهب، مما يعزز الدور الثقافي والرياضي للمنطقة.
الاقتصاد والمجتمع المدني: ركيزتان أساسيتان في مسار التنمية
وفي السياق ذاته، أبرز محمد جواد قاسمي، مدير المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، أن المشاريع التنموية في الأقاليم الجنوبية تشمل مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، ما يجعلها نموذجا تنمويا يحتذى به.
وأشار إلى الدور المحوري الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في الدفاع عن القضية الوطنية، وتعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية داخل الأقاليم الجنوبية، مؤكدا على أهمية إشراك المواطنين في صنع القرار التنموي.
تكريم رموز العطاء والتضحية
وخلال الندوة، تم تكريم عدد من الشخصيات التي قدمت مساهمات بارزة في خدمة القضية الوطنية والمجتمع المدني، اعترافا بعطائهم المستمر. ومن بين المكرمين: خالد الركيبي، رئيس الجمعية المغربية للدعم الطبي بالعيون، وعزيزة يحضيه عمر، رئيسة رابطة كاتبات المغرب، ومربيه ربو ماء العينين، رئيس مؤسسة مربيه ربو لإحياء التراث، إلى جانب شخصيات أخرى تركت بصماتها في مسيرة التنمية بالأقاليم الجنوبية.
جاءت هذه الندوة، التي نظمت بمناسبة اليوم الوطني للمجتمع المدني الذي يصادف 13 مارس من كل عام، والذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، لتسليط الضوء على الإنجازات التنموية بالأقاليم الجنوبية، واستعراض المشاريع المستقبلية في قطاعات التجهيز، والماء، والتعليم العالي، والصحة، والحماية الاجتماعية، والتربية، والرياضة.
تؤكد هذه التحولات أن الأقاليم الجنوبية ليست فقط قضية وطنية، بل نموذج حي للتنمية المتكاملة، حيث تتضافر الجهود بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتحقيق مستقبل أكثر ازدهارا واستدامة لهذه المناطق الحيوية من المملكة المغربية.
فاطمة الزهراء الجلاد.