وأشار الوزير إلى أن المغرب، منذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017، لعب دورًا محوريًا كجسر يربط بين الشمال والجنوب، والتقاليد والابتكار، والعمل والطموح. كما شدد على ضرورة تجاوز القارة لدورها التقليدي كمصدر للمواد الخام، داعيًا إلى تطوير سلاسل قيمة قوية في القطاعات ذات الميزة التنافسية، على غرار تجربة المغرب في صناعة الأسمدة، حيث أصبح منتجًا لأكثر من 20% من الاحتياجات العالمية، ومركزًا صناعيًا إقليميًا في قطاع السيارات، من خلال مشاريع استراتيجية مثل التنقل الكهربائي بين المغرب وزامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأكد السيد مزور أهمية تعزيز التصنيع المستدام في إفريقيا واستغلال الموارد الطبيعية بذكاء لضمان السيادة الصناعية، مشيرًا إلى أن الطاقات المتجددة تمثل اليوم 45% من المزيج الطاقي المغربي، ما يعكس التزام المملكة بالتنمية المستدامة واستعدادها لتقاسم خبراتها مع الدول الإفريقية.
كما اقترح الوزير إنشاء صندوق للبنية التحتية خاص بمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، يهدف إلى تمويل مشاريع الموانئ والطرق والسكك الحديدية لربط الأسواق الإفريقية بفعالية، مشددًا على ضرورة تعبئة الاستثمارات بالتعاون مع مؤسسات مالية مثل البنك الإفريقي للتنمية والقطب المالي للدار البيضاء.
وفي ختام كلمته، أكد السيد مزور أن الأطفال الأفارقة يستحقون أكثر من الحدود الموروثة عن الاستعمار، بل يستحقون قارة موحدة، مزدهرة، وعادلة، تعمل بروح التضامن والتكامل الاقتصادي.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب انتُخب بالإجماع لرئاسة الدورة 57 للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، ومن المقرر أن يستضيف دورتها 58 في مارس 2026.