رشيد نكاز يُطرد من المغرب: نهاية مهزلة أم درس قاسٍ؟

رشيد نكاز يُطرد من المغرب: نهاية مهزلة أم درس قاسٍ؟
في الساعات الأولى من صباح اليوم، وعلى متن رحلة جوية متجهة إلى باريس، وجد رشيد نكاز نفسه مُرحَّلًا من المغرب، بعد أن قررت السلطات إنهاء فصله القصير في مراكش، والذي لم يكن سوى عرض مسرحي رديء انتهى بطرده من المشهد. الرجل الذي حاول لعب دور “المناضل”، سقط في أول اختبار، حين كشف عن أجندته الحقيقية، معتقدًا أن بإمكانه العبث بثوابت المملكة تحت غطاء السياحة والإعلام الجديد.

لم يكن الترحيل سوى النتيجة الطبيعية لمن اختار استفزاز المغاربة في عقر دارهم. عندما وصف المسيرة الخضراء بأنها “احتلال”، لم يكن يدرك ربما أنه يتجاوز الخط الأحمر الذي لا يُسمح لأحد بعبوره. فالمغرب، الذي فتح حدوده له كزائر، لم يكن ليقبل بأن يتحول إلى منصة لبث خطاب يستفز مشاعر ملايين المغاربة الذين يعتبرون الصحراء جزءًا لا يتجزأ من وطنهم.

منذ وصوله إلى مراكش، بدا نكاز وكأنه يبحث عن مشكلة، يصور هنا، يصرح هناك، يختبر حدود الصبر المغربي. لكنه أخطأ الحسابات. المغرب ليس جمهورية موز، وليس ملعبًا لمراهقي السياسة الذين يظنون أن إثارة الجدل كافية لصناعة زعامة وهمية. الحقيقة أن قرار ترحيله لم يكن فقط إجراءً إداريًا، بل كان رسالة واضحة: المغرب لا يقبل الابتزاز، ولا يسمح بأن يتحول إلى حلبة لصراعات تافهة مفتعلة من الخارج.

المفارقة أن نكاز، الذي صدّع رؤوس متابعيه بشعارات الحرية، لم يجد في بلده الأصلي الجزائر سوى التضييق والسجون، فبحث عن متنفس في المغرب، البلد الذي يمنح حرية التعبير لمن يفهم معناها، لا لمن يحاول استغلالها لنشر الفوضى. لكنه، وكما هو متوقع، أساء التقدير، وها هو اليوم يعود من حيث أتى، بعد أن أعطاه المغرب درسًا في احترام السيادة.

المغرب ماضٍ في مساره، قوي بمؤسساته، واثق من خطواته. أما هواة الاستعراض، فسرعان ما يتبخرون أمام أول موقف حازم. نكاز خرج من المغرب، لكنه لن يخرج من دائرة التساؤل: هل فهم الدرس؟ أم سيظل مجرد بيدق في لعبة أكبر منه؟