سلا القديمة: كنوز حضارية تكشفها اللقى الأثرية.

سلا القديمة: كنوز حضارية تكشفها اللقى الأثرية.

يحتضن متحف بنك المغرب بالرباط معرضاً يُسلّط الضوء على تاريخ مدينة “سلا” القديمة، المعروفة أيضاً بـ”سالا” أو “شالة”، عبر عرض كنوز أثرية ونقدية تعكس غنى هذه المدينة التي تعاقبت عليها حضارات متعددة، من الفينيقيين والموريين إلى الرومان والمسلمين. ويستند المعرض إلى آخر الاكتشافات الأركيولوجية التي ما زالت جارية حتى اليوم قرب مصب نهر أبي رقراق.

يوضح المعرض أن أصل المدينة قد يعود إلى مركز تجاري فينيقي، رغم عدم وجود أدلة مادية مؤكدة على ذلك. ويُرجّح أن المدينة تطورت كمركز حضري حقيقي في القرن الأول قبل الميلاد داخل مملكة موريطانيا. وفي عهد ملوكها مثل بوخوس ويوبا الثاني، تحولت إلى نقطة تجارية هامة بسبب موقعها الاستراتيجي على النهر، ما جعلها محوراً للتبادل مع الحضارات المتوسطية.

 

 

شهدت سلا تحولاً كبيراً مع دخولها تحت الحكم الروماني سنة 40 ميلادية، حيث أصبحت تُعرف باسم “سلا كولونيا”، وازدهرت عمرانياً ببناء الحصون والمعابد والحمامات، مما أعطاها طابعاً حضرياً مميزاً. يعرض المعرض تحفاً نقدية مصكوكة في المدينة، ومنحوتات ومستلزمات الحياة اليومية، ويوثّق الروابط التجارية التي ربطت المدينة بشمال إفريقيا وأوروبا.

كما يتناول المعرض التأثيرات الدينية والثقافية، مثل تقديس الفيل، ويبرز تنوع اللغات المستخدمة في المدينة من الليبية إلى البونيقية فاللاتينية، مع شرح لكيفية استعمالها في النقوش والعملات الجنائزية.

يتوقف المعرض عند آخر الاكتشافات الأثرية التي جرت في 2023 خارج السور المريني للمدينة، حيث عُثر على حمامات عمومية، وتمثال يرجّح أنه لإلهة، ومنطقة جنائزية تحوي قبراً يحتوي على جرار رماد الموتى، بالإضافة إلى اكتشاف غير مسبوق لمنطقة الميناء، وهو الأول من نوعه في مدن مورية-رومانية بالمغرب.