في هذا السياق، شهدت المؤسسة سلسلة من الأنشطة التي تهدف إلى تمكين السجناء السابقين عبر برامج التأهيل المهني والفني، حيث تم تنظيم ورشات عمل لفائدة نزيلات سجن العرجات، تضمنت دورات في الخياطة والتطريز، إلى جانب استعراض مواهب في فن التجميل، مما يعكس حرص المؤسسة على توفير تكوين عملي يساهم في استقلاليتهن الاقتصادية.
وفي بادرة ذات دلالة إنسانية، شاركت مجموعة من النساء المستفيدات في عروض فنية مستوحاة من تجاربهن الشخصية، عبرت عن تطلعاتهن نحو مستقبل أكثر إشراقاً، ضمن أمسية حملت عنوان “إبداع يتحدى القيود”، نظمت بمشاركة فنانين ومثقفين، في خطوة تهدف إلى إذكاء روح التضامن المجتمعي ومحاربة الأحكام المسبقة التي تواجه هذه الفئة بعد الإفراج عنها.
ولم يكن الرجال أقل حظاً، حيث نظمت المؤسسة دوريًا لكرة القدم داخل السجون، بمشاركة سجناء سابقين تمكنوا من إعادة بناء حياتهم عبر الرياضة، في محاولة لإعادة تأهيلهم نفسياً وبدنياً، وإبراز قدراتهم في بيئة إيجابية.
واختُتمت هذه الأنشطة في أجواء تسودها الألفة والتضامن، من خلال إفطار جماعي جمع المشاركين والمشرفين على المبادرات، في لحظة رمزية تعكس روح التآخي والتكافل الاجتماعي. هذه البادرة لم تكن مجرد محطة ختامية، بل رسالة قوية مفادها أن الإدماج الحقيقي ينبني على قيم الدعم والمساندة، وأن المجتمع قادر على مد يد العون لمن يسعون إلى بداية جديدة.
إن مبادرات مؤسسة محمد السادس تؤكد أن الإدماج الحقيقي لا يقتصر على توفير فرص عمل، بل يشمل استعادة الثقة بالنفس وكسر حاجز العزلة، وهو ما تسعى المؤسسة إلى تحقيقه عبر برامج شاملة تعكس التزامها بإعلاء قيم التسامح والتعايش، وتجعل من الإدماج الاجتماعي مشروعاً مجتمعياً يستوجب انخراط الجميع.