واشنطن وبكين على صفيح ساخن: تصعيد جمركي يربك الأسواق الآسيوية

واشنطن وبكين على صفيح ساخن: تصعيد جمركي يربك الأسواق الآسيوية
في مشهد يعيد إلى الأذهان توترات الحرب التجارية التي طبعت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، عادت الصين والولايات المتحدة إلى تبادل الرسوم الجمركية، وسط تهديدات متصاعدة من الطرفين تنذر بموجة جديدة من التوترات الاقتصادية الدولية.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجّر فتيل الأزمة بإعلانه فرض رسوم جمركية بنسبة 34 في المائة على مجموعة واسعة من الواردات الصينية، ملوّحاً بعدها بإمكانية رفع النسبة إلى 50 في المائة إذا لم تتراجع بكين عن إجراءاتها المضادة. ولم تنتظر الصين طويلاً، إذ ردّت بسرعة وحزم بإجراءات مماثلة، مؤكدة على لسان وزارة التجارة أنها “ستواجه التصعيد الأمريكي بإجراءات مضادة حتى النهاية”.

هذه التهديدات لم تمر دون تأثير، إذ شهدت الأسواق الآسيوية اضطراباً حاداً، كان أبرز تجلياته الانهيار الكبير لمؤشر “هانغ سنغ” في هونغ كونغ، الذي خسر أكثر من 13 بالمائة من قيمته، في أكبر تراجع له منذ الأزمة المالية الآسيوية لسنة 1997. كما تراجعت مؤشرات شنغهاي وشينزن بشكل لافت، وهو ما دفع الجهات الصينية الرسمية إلى التدخل السريع.

بنك الشعب الصيني أعلن استعداده لضخ السيولة عبر آلية إعادة التمويل لحماية استقرار السوق، فيما شرعت شركة “هوجين سنترال” التابعة للصندوق السيادي الصيني في شراء صناديق الاستثمار المتداولة لوقف النزيف وضمان توازن الأسعار.

ورغم التدخلات، ما تزال الأسواق الصينية تعيش على وقع الحذر. فقد سجلت مؤشرات الثلاثاء بعض الانتعاش، وإن كان محدوداً؛ حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 1.7 بالمائة، فيما ارتفع مؤشر “سي إس آي 300” بنسبة 0.24 بالمائة، ومؤشر “شي نيكست” بنسبة 1.68 بالمائة. بالمقابل، سجّل مؤشر شنغهاي تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.07 بالمائة، في إشارة إلى استمرار الضبابية وقلق المستثمرين من التصعيد المرتقب.

في ظل هذه التطورات، تبدو الحرب التجارية بين بكين وواشنطن أبعد ما تكون عن نهايتها، وسط غياب مؤشرات على نية الطرفين التراجع أو فتح قنوات حوار جديدة. والمحصلة: أسواق متأرجحة، وبيئة اقتصادية عالمية تتوجس من تداعيات نزاع قد يطال الجميع.