جددت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها الداعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، في خطوة اعتبرها مراقبون تأكيداً على التزام استراتيجي طويل الأمد تجاه شريك أساسي في المنطقة. ويأتي هذا الموقف في انسجام تام مع القرار التاريخي الذي اتخذته إدارة الرئيس دونالد ترامب سنة 2020، حينما اعترفت بسيادة المملكة المغربية على الصحراء، ودعمت مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل واقعي وذي مصداقية.
وفي هذا السياق، أكد الخبير السياسي الفرنسي، كريستوف بوتان، أن تجديد واشنطن لموقفها يمثل تجسيداً لخيار جيوسياسي واضح، يعكس استمرارية في السياسة الأمريكية تجاه المغرب. وقال بوتان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب قدمت دعماً غير مسبوق للمبادرة المغربية، وأكدت بوضوح أن السيادة المغربية على الصحراء باتت أمراً معترفاً به على نطاق واسع”.
وأشار الخبير الفرنسي إلى أن هذا الموقف الأمريكي كان له تأثير بالغ على تطورات الملف على الساحة الدولية، حيث بدأت العديد من الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وفرنسا، في تعديل مواقفها تدريجياً، إما بالاقتراب من الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء، أو بالتخلي عن دعم الأطروحات المناوئة.
وأضاف بوتان أن إعادة التأكيد على هذا الموقف من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة ترامب مرة أخرى، من شأنه أن يعزز الزخم الدولي لصالح المغرب، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة في منطقة الساحل، وما تطرحه من تحديات أمنية متصاعدة.
وفي السياق ذاته، شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن، أمس الثلاثاء، لقاء جمع بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وكاتب الدولة الأمريكي، ماركو روبيو. وقد جدد روبيو، خلال هذا اللقاء، التأكيد على اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء.
من جهتها، أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن الولايات المتحدة ترى في مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب “حلاً جدياً وواقعياً وذو مصداقية”، يمثل الإطار الوحيد الكفيل بإنهاء هذا النزاع بشكل عادل ودائم.
وختم كريستوف بوتان تصريحه بالتأكيد على أن الموقع الاستراتيجي للصحراء المغربية، خصوصاً في ظل المشاريع التنموية الكبرى كميناء الداخلة الأطلسي، يجعل منها قطباً اقتصادياً وأمنياً حيوياً، ويدفع نحو اتساع دائرة الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
فاطمة الزهراء الجلاد.