في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين العالم العربي والصين، ترأس السفير المغربي بالقاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، محمد آيت وعلي، اجتماعًا تنسيقيًا عربيًا على مستوى المندوبين الدائمين، عقد يوم أمس الاثنين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة. ويأتي هذا الاجتماع ضمن التحضيرات للدورة العشرين لاجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني، والدورة التاسعة للحوار السياسي الاستراتيجي العربي الصيني، المزمع عقدهما في مايو المقبل بالعاصمة المغربية الرباط.
وشهد اللقاء مناقشات موسعة حول الترتيبات التنظيمية واللوجستية، إلى جانب الاتفاق على مشروع التوصيات المتوقع صدورها عن الاجتماعين. وأكد السفير محمد آيت وعلي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الاجتماع مرّ في أجواء توافقية إيجابية، تُمهّد لتحضيرات ناجحة للاجتماعين المقبلين، والمقررين يوم 21 مايو.
وأضاف أن القضية الفلسطينية كانت في صلب المباحثات، حيث جرى التوافق على البنود والمقترحات ذات الصلة التي سيتم طرحها على الجانب الصيني. كما تم التأكيد على أهمية إبراز الجهود العربية، وعلى رأسها الدور الريادي للمملكة المغربية في دعم فلسطين.
وفي هذا السياق، أشاد آيت وعلي بالدور الكبير الذي يضطلع به العاهل المغربي الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وسعيه الدائم لإيجاد حل سياسي عادل قائم على مبدأ الدولتين. كما نوّه بالدور الإنساني الذي تقوم به لجنة القدس وذراعها المالي، بيت مال القدس الشريف، في تقديم الدعم والإغاثة لسكان المدينة المقدسة، والمساهمة في تعزيز صمودهم.
ويُشار إلى أن منتدى التعاون العربي الصيني، الذي تأسس رسميًا في 30 يناير 2004 بمبادرة مشتركة بين الصين وجامعة الدول العربية، يُعد منصة حوار وتنسيق بين الجانبين. ويُعقد ضمن آلياته اجتماع سنوي لكبار المسؤولين لمتابعة تنفيذ أنشطة المنتدى، في ضوء القرارات الوزارية الصادرة عن دوراته السابقة. وكانت أولى اجتماعاته الوزارية قد عُقدت في مقر الجامعة بالقاهرة في سبتمبر 2004.
ومع اقتراب موعد الاجتماعين المرتقبين، تترقب الأوساط السياسية والدبلوماسية نتائج هذا الحراك العربي المشترك، بما يعكس تطور العلاقات مع الصين ويعزز من الحضور العربي في الساحة الدولية، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.