من واشنطن إلى العالم: المغرب يؤكد ريادته الكروية برسائل إنسانية تتجاوز المستطيل الأخضر

من واشنطن إلى العالم: المغرب يؤكد ريادته الكروية برسائل إنسانية تتجاوز المستطيل الأخضر

في حفل رسمي نظمته الفيفا بالعاصمة الأمريكية واشنطن، بمناسبة الكشف عن تفاصيل مونديال الأندية المرتقب ما بين 14 يونيو و13 يوليوز 2025 بالولايات المتحدة، أطل المغرب على العالم بصوت دبلوماسي واثق، يحمل معه رسالة إنسانية قبل أن تكون رياضية، ألقاها سفير المملكة بواشنطن، يوسف العمراني، أمام حضور وازن يتقدمه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو.

السفير المغربي، الذي استثمر هذا المحفل العالمي لتقديم رؤية المغرب الرياضية، لم يكتف بالتأكيد على جاهزية المملكة لاحتضان كبريات التظاهرات الكروية، بل اختار أن يسلط الضوء على ما هو أعمق: القيم. فقد شدد في كلمته على أن طموح المغرب الرياضي ليس مجرد رهانات تنافسية أو إنجازات ميدانية، بل هو مشروع حضاري قائم على الإشعاع، والاندماج، والتقارب الإنساني.

من قلب واشنطن، بعث العمراني برسائل واضحة للعالم: المغرب الذي يستعد لاحتضان كأس إفريقيا للأمم هذا العام، والمونديال العالمي في 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، لا يسعى فقط للتنظيم، بل يطمح لقيادة تحول نوعي في دور الرياضة، وتحديداً كرة القدم، كأداة لبناء الجسور بين الشعوب والثقافات.

الحدث شهد أيضاً الكشف عن الملصق الرسمي لكأس العالم للأندية، والذي احتفى بلاعبيْن مغربييْن بارزيْن: سفيان رحيمي (العين الإماراتي) وجمال حركاس (الوداد البيضاوي)، في إشارة رمزية إلى الحضور المتألق للكرة المغربية، ليس فقط من حيث النتائج، بل كقوة ناعمة ذات تأثير دولي متزايد.

الرسالة التي أراد المغرب إيصالها من خلال هذا الحدث لم تكن محصورة في التعبير عن الجاهزية اللوجستية، بل تعدتها إلى التأكيد على أن المملكة أصبحت تملك رؤية شاملة، تجعل من كرة القدم وسيلة لترسيخ قيم التعدد، والتميز، والانفتاح.

وفي تفاعل مع هذه الدينامية المغربية المتصاعدة، نوّه رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، بالدور المتنامي للمغرب في خارطة الكرة العالمية، مؤكداً أن تنظيمه المشترك لكأس العالم 2030 سيشكل لحظة فارقة في تاريخ اللعبة، ليس فقط من حيث الحضور الجماهيري، ولكن لما تحمله هذه التظاهرة من فرص تنموية وتقاطعات إنسانية.

بهذا الحضور المتألق في واشنطن، يثبت المغرب مجدداً أنه لم يعد مجرد بلد يشارك في الأحداث الكبرى، بل أصبح رقماً صعباً في معادلة التأثير الرياضي الدولي، بحس حضاري ومسؤولية تتجاوز الحدود.