في عرض صريح وغير مسبوق، كشف عز الدين المداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عن أعطاب بنيوية عميقة تعاني منها منظومة التعليم العالي بالمغرب، مؤكداً أن الجامعات الوطنية تواجه اختلالات هيكلية تهدد بجعلها أقل مردودية وأضعف نجاعة.
وخلال عرضه أمام لجنة الثقافة والتعليم والاتصال بمجلس النواب، تحت عنوان “منظومة التعليم العالي.. الوضعية وآفاق التطوير”، أوضح المداوي أن بعض الجامعات تحتضن أعداداً ضخمة من الطلبة، إذ لا يقل عدد المسجلين بأي مؤسسة عن 80 ألف طالب، بينما تصل أخرى إلى 170 ألفاً، في مشهد يعكس واقعاً مقلقاً من حيث الاكتظاظ، وضعف التأطير البيداغوجي والإداري، وتدني فعالية الهياكل والمجالس التمثيلية.
وأشار الوزير إلى أن التوزيع الجغرافي غير المتوازن للجامعات المغربية يفاقم هذه التحديات، مبرزاً أن “غياب التعاقد، وانعدام آليات التقييم المستمر، يؤديان إلى محدودية فعالية نظام القيادة الجامعية”، بالإضافة إلى كون الهياكل التنظيمية أصبحت متجاوزة ولم تعد تساير مقتضيات القانون الإطار رقم 51.17.
ومن بين أبرز العراقيل التي أشار إليها الوزير، غياب نظام معلوماتي شامل ومندمج يربط الوزارة بالجامعات، ما يجعل التواصل والتنسيق بين مختلف الفاعلين ضعيفاً، ويحدّ من نجاعة اتخاذ القرار.
وتأتي هذه التصريحات في سياق وطني يتسم بارتفاع الطلب على التعليم العالي العمومي، مما يفرض على الحكومة البحث عن حلول هيكلية تراعي العدالة المجالية، وتضع التأطير البشري والبيداغوجي في صلب أولويات الإصلاح.