نبيلة الدلال
اختُتمت مساء الجمعة فعاليات الملتقى الدولي لآلة القانون، الذي نظمه المعهد الأكاديمي للفنون التابع لأكاديمية المملكة المغربية، بشراكة مع مؤسسة “رياض القانون”، تحت شعار: “آلة القانون.. الأصول، الانتشار والتفرد الموسيقي بين الشرق والغرب”، وذلك خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 9 ماي الجاري.
وجرت الأمسية الختامية بمقر الأكاديمية، بحضور شخصيات بارزة في المشهد الثقافي والفكري والسياسي، من بينهم عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، والحبيب المالكي، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للتربية والتكوين، إلى جانب محمد سالم المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو. وتضمنت الأمسية عرضين موسيقيين قدّمهما أطفال وأوركسترا “رياض القانون”.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد عبد الناصر مكاوي، مدير مؤسسة “رياض القانون”، أن الملتقى شهد مشاركة نخبة من الأساتذة والفنانين من دول متعددة مثل مصر والعراق، حيث أشرفوا على تأطير الورشات وتقديم عروض موسيقية متميزة. وأضاف أن الورش العلمية المصاحبة ركّزت على تاريخ آلة القانون ومدارسها وآفاقها المستقبلية، مشيداً بالمستوى الذي أبان عنه المشاركون خلال الأمسية الختامية.
من جهتها، عبّرت الباحثة في فلسفة التربية الموسيقية أمل جمال عياد عن إعجابها بتفاعل الأطفال المغاربة، ووصفت الملتقى بأنه “مشروع فني تربوي ضخم يهدف إلى صون هوية آلة تقليدية عربية ذات قيمة تراثية كبيرة”. وأشارت إلى أن النقاشات والورش أظهرت شغفاً كبيراً لدى المشاركين من مختلف الفئات العمرية، وهو ما يعكس أهمية هذه المبادرات في تعميق الوعي الموسيقي.
أما سهاد نجم عبد الله، أستاذة آلة القانون في “بيت العود العربي” بأبوظبي، فأثنت على الجهود المبذولة لتطوير التعليم الموسيقي في المغرب، مشيدة بمستوى التنظيم والتجاوب الملحوظ من طرف المتعلمين. وأكدت أن “التركيز على الطفولة في مثل هذه الفعاليات يضمن استمرار الاهتمام بهذه الآلة الفريدة”.
وأوضحت أكاديمية المملكة المغربية أن الهدف من تنظيم الملتقى هو النهوض بآلة القانون وإبراز مكانتها داخل المشهد الموسيقي الوطني والدولي، وذلك من خلال مزج التكوين الأكاديمي في ورشات “ماستر كلاس” بخبرات أساتذة مرموقين، وتنظيم ندوات ولقاءات علمية تجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي.
وشددت الأكاديمية على أن نجاح هذا الحدث يعود إلى التكامل بين البعدين الأكاديمي والفني، وهو ما أثمر تجربة غنية تعزز الحوار بين الثقافات، وتفتح آفاقاً جديدة للتبادل الموسيقي والتعلم المشترك.