أكد زكرياء حشلاف، الكاتب العام لقطاع التنمية المستدامة بوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، يوم أمس الاثنين خلال افتتاح الدورة الثالثة لملتقى الطرق الخضراء، أن الانتقال نحو اقتصاد أخضر يعد ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز قدرة البلدان على التكيف مع التحديات المناخية المتزايدة.
ويأتي هذا الملتقى ضمن فعاليات أسبوع التآزر الأخضر الذي تقوده الأمم المتحدة، والذي يهدف إلى تسريع وتيرة الانتقال نحو اقتصاد شامل ومنخفض الكربون ودائري في مختلف دول القارة الإفريقية. وأكد حشلاف أن المغرب، تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، انخرط في تنفيذ رؤية طموحة واستباقية تضع الاستدامة في قلب سياسته التنموية.
وأشار المسؤول إلى أن المغرب يعمل على تكييف إطاره التشريعي والتنظيمي بما يتماشى مع متطلبات مناخ الأعمال، من خلال تعزيز الشفافية وتسهيل الوصول إلى المعلومات المتعلقة بفرص الاستثمار، إلى جانب تبسيط المساطر الإدارية، بهدف خلق بيئة محفزة للاستثمار في الاقتصاد الأخضر.
من جانبها، أكدت سناء لحلو، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في المغرب، أن التعاون بين القطاعات الوزارية، والقطاع الخاص، والشركاء التقنيين والماليين، أسفر عن بلورة حلول مبتكرة ومتناسقة مع السياق الوطني، وقابلة للتطبيق في دول إفريقية أخرى. وأوضحت لحلو أن هذا التعاون تجسد في دعم مراجعة الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، وإنشاء تحالف مغربي للولوج المستدام إلى الطاقة بدعم من الوكالة المغربية للطاقة المستدامة، بالإضافة إلى تعزيز الحوارات متعددة الفاعلين والتعاون جنوب-جنوب.
كما نوهت ماتيلد سيرافولو، رئيسة قسم التنافسية الاقتصادية والبنية التحتية والبيئة في بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، بروح الشراكة التي تجمع بين المغرب والاتحاد الأوروبي في مجال الانتقال الأخضر والشامل. واعتبرت أن المغرب يتمتع بموقع استراتيجي متميز يمكنه من لعب دور رئيسي في هذا الانتقال، بفضل موارده الطبيعية، واستقراره السياسي، ورؤيته الاستراتيجية المتقدمة.
من جانبه، وصف يوسف فاضل، المدير العام للصناعة بوزارة الصناعة والتجارة، الملتقى بأنه فرصة قيمة لعرض ومناقشة حلول مبتكرة تحقق انتقالاً أخضر منصفاً وشاملاً. وأشار إلى أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو هذا الهدف، مع احترام التوازنات البيئية، معتبراً أن الاقتصاد الأخضر بات يشكل ركيزة جديدة للتنمية المستدامة وخلق الثروة وتوفير فرص الشغل.
ويأتي برنامج شراكة العمل من أجل الاقتصاد الأخضر (PAGE)، الذي يضم تحالفاً بين عدة وكالات أممية من بينها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في إطار دعم جهود المغرب والدول الإفريقية للتحول نحو اقتصادات خضراء وعادلة.
ويستمر المشاركون على مدى أسبوع في مناقشة السياسات الخضراء التي تركز على خلق فرص عمل مستدامة، ودعم الانتقال العادل، وتعزيز القدرة على الصمود الإقليمي في مواجهة الصدمات المناخية والاقتصادية، مع التركيز على أهمية التعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي، إلى جانب دور الابتكار المالي في تعميم المبادرات الخضراء عبر القارة الإفريقية.
فاطمة الزهراء الجلاد.