في خطوة جديدة تعكس متانة العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية سلوفاكيا، جدد البلدان التزامهما المشترك بتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيما تلك ذات الطابع الاستراتيجي والسيادي، وفي مقدمتها قضايا السلم والأمن والتنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال مباحثات رسمية أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع نظيره السلوفاكي جوراج بلانار، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الرباط. وأسفرت هذه المباحثات عن إصدار إعلان مشترك يشكل خريطة طريق للتعاون المستقبلي بين البلدين.
وأكد الجانبان، من خلال الإعلان، عزمهما على تعميق الشراكة الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية، معتبرين أن تعزيز الحوار السياسي وتكثيف تبادل الزيارات رفيعة المستوى يشكلان ركيزتين أساسيتين في هذا المسار. وفي هذا السياق، وقع الوزيران على مذكرة تفاهم لإرساء آلية للتشاور السياسي المنتظم بين وزارتي الخارجية في البلدين.
كما شدد المغرب وسلوفاكيا على أهمية تفعيل التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات العالمية الراهنة، وعلى رأسها قضايا الأمن والسلم، والوقاية من النزاعات، وتغير المناخ، والهجرة، والتنمية المستدامة. وبرز في هذا السياق توافق الرؤى بين الطرفين حول ضرورة تعزيز التنسيق داخل الهيئات الدولية، خاصة في ما يتعلق بدعم ترشيحاتهما المتبادلة لعضوية مجلس الأمن الدولي للفترة 2028-2029.
وعلى المستوى البرلماني، أبرز الوزيران أهمية تعزيز التواصل بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين، خاصة ضمن إطار الاتحاد البرلماني الدولي، بما يسهم في توطيد العلاقات على مستوى التشريع والدبلوماسية البرلمانية.
أما في المجال الثقافي والأكاديمي، فقد اتفق الطرفان على تطوير المبادرات الثنائية التي من شأنها النهوض بالتنمية البشرية والاقتصادية، مع التركيز على مجالات العلوم والبحث العلمي والاقتصاد الأزرق، إلى جانب دعم التبادلات بين الحكومتين والمجتمع المدني.
وفي الشق الاقتصادي، أبدى البلدان إرادة قوية لدفع التعاون نحو آفاق أرحب، خاصة في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، مثل الطاقة، والبيئة، واللوجستيك، والفلاحة، وصناعة السيارات، والتكنولوجيات الخضراء. وأكد الإعلان المشترك أهمية تسهيل المبادلات التجارية من خلال تبسيط الإجراءات الجمركية وتوسيع الولوج إلى الأسواق، إلى جانب دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة وتنظيم منتديات أعمال مشتركة.
وتضمن الإعلان كذلك التزاماً صريحاً بمواصلة التعاون في ملفات الأمن والهجرة، مع التركيز على مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتعزيز الجهود المشتركة في مجال محاربة الإرهاب.
وتوج اللقاء بتعهد البلدين بمواصلة التنسيق والتشاور على الصعيد الدولي، خدمة للقضايا ذات الاهتمام المشترك، وترسيخاً لقيم الحوار والتعاون متعدد الأطراف في مواجهة التحديات المشتركة.
بهذا الاتفاق، يفتح المغرب وسلوفاكيا صفحة جديدة في علاقاتهما الثنائية، قائمة على الاحترام المتبادل والرغبة في البناء المشترك لشراكة متوازنة ومستدامة تخدم مصالح الشعبين وتعزز الاستقرار الإقليمي والدولي.
فاطمة الزهراء الجلاد.