ثلاثون عاما من العطاء.. الأميرة للا مريم ترسم مستقبل مشرق لحقوق الطفل في المغرب

ثلاثون عاما من العطاء.. الأميرة للا مريم ترسم مستقبل مشرق لحقوق الطفل في المغرب
احتضنت العاصمة الرباط، يوم أمس الأحد، مراسم احتفالية متميزة بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس المرصد الوطني لحقوق الطفل، وذلك تحت رئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، رئيسة المرصد، في حفل يعكس التزام المملكة العميق بقضايا الطفولة وحقوقها.
التزام ملكي متجدد لصالح الطفولة
شكل هذا الحدث مناسبة لتجديد التأكيد على العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لقضايا الطفولة، من خلال دعم المبادرات الهادفة إلى تحسين ظروف عيش الأطفال والنهوض بحقوقهم على المستويات كافة.
وقد استهل الحفل بعرض فني في الرقص المعاصر بعنوان: “نضال المرصد الوطني لحقوق الطفل من أجل حقوق الطفل”، قدمه فنانون شباب أبرزوا، بأسلوب إبداعي، التقدم الذي أحرزته المملكة في هذا المجال خلال ثلاثة عقود.
الابتكار في خدمة الطفولة
وتابعت صاحبة السمو الملكي مجموعة من الكبسولات السمعية-البصرية التي أبرزت التوجهات الاستراتيجية للمرصد، لاسيما على مستوى التحول الرقمي، ومن بينها المشروع المبتكر “الدفتر الصحي الرقمي للطفل”، الذي أُطلقت نسخته الأولى خلال هذا الحفل، وهو تطبيق ذكي يمكن الآباء من تتبع نمو أطفالهم في مجالات الوقاية والتغذية والتطور النفسي الحركي، فضلا عن تقديم نصائح عملية.
وينتظر أن تطلق نسخة ثانية أكثر تطورا، بالتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تتضمن وظائف إضافية كجدول التلقيح، والتنبيهات التلقائية، ووحدة لتتبع مؤشرات النمو.
شراكات استراتيجية لحماية الطفل
عرف الحفل توقيع ثلاث اتفاقيات هامة تعكس رغبة المرصد في تعزيز التعاون المؤسساتي وتفعيل مشاركة الأطفال في القضايا التي تهمهم. وشملت الاتفاقيات:
الأولى؛ مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة لدعم خطة عمل المرصد 2025-2027، وركزت على بناء قدرات الفاعلين وإشراك الأطفال البرلمانيين.
الثانيه؛ مع وزارة الداخلية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتعميم برامج الدعم النفسي للأطفال في الوسط القروي وربطها بسياسات الرعاية في المراحل المبكرة من الحياة.
الثالثة؛ مع المعهد العالي للقضاء لإدماج الصحة النفسية في تكوين القضاة، وتطوير أبحاث مشتركة في مجال حقوق الطفل.
تكريم شخصيات ساهمت في مسار المرصد
وخلال الحفل، تم تكريم ثلاث شخصيات بارزة كان لها تأثير إيجابي في دعم قضايا الطفولة، وهي:
السيدة نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية.
السيد مولاي إسماعيل العلوي، وزير التربية الوطنية الأسبق.
السيدة أمينة وارد، تقديرا لأكثر من ثلاثة عقود من التفاني في خدمة الطفولة.
 حضور وازن وتمثيلية وطنية
الحفل نظم ضمن الدورة السابعة عشرة للمؤتمر الوطني لحقوق الطفل، وعرف حضور عدد من المسؤولين الحكوميين والقضائيين، وممثلي الهيئات المنتخبة، إلى جانب الأطفال البرلمانيين من مختلف جهات المملكة، وشركاء وطنيين ودوليين منخرطين في قضايا الطفولة.
واستعرضت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، لدى وصولها إلى مكان الحفل، تشكيلة من القوات المساعدة التي أدت لها التحية، قبل أن يستقبلها عدد من كبار الشخصيات المدنية والعسكرية.
صورة رمزية ختامية
اختتم الحفل بصورة تذكارية جمعت صاحبة السمو الملكي مع الأطفال الحاضرين، في لحظة رمزية تجسد عمق الاهتمام الرسمي بالطفولة، وتؤشر إلى استمرار الجهود المغربية لجعل حماية حقوق الطفل أولوية وطنية واستراتيجية شاملة.
فاطمة الزهراء الجلاد.