في سياق يتسم بتحديات بيئية متصاعدة، حظي المغرب بإشادة دولية جديدة بفضل ريادته في قضايا البيئة والمناخ، وذلك خلال قمة “إفريقيا من أجل المحيط” المنعقدة بمدينة نيس الفرنسية، ضمن أشغال مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات.
وخلال مشاركتها في هذا الحدث رفيع المستوى، نوهت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة وحوض الكونغو بجمهورية الكونغو، أرليت سودان نوناو، بـ”الدور الموحد” الذي يضطلع به المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل توحيد الصف الإفريقي حول رؤية مشتركة لحماية المحيطات وتعزيز حكامتها.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت المسؤولة الكونغولية أن الرسالة الملكية الموجهة إلى القمة، والتي تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، جاءت في توقيت دقيق، مؤكدة أن “الرسالة الملكية ذكّرتنا بالحاجة الملحة للعمل بشكل جماعي، والتحدث بصوت واحد”.
وأبرزت الوزيرة أن المغرب لا يكتفي فقط بقيادة جهود القارة في ملفات الاقتصاد الأخضر والنظم الإيكولوجية الأرضية، بل يقود أيضًا “دينامية جديدة نحو الاقتصاد الأزرق والحفاظ على البيئة البحرية”، مشيدة بالدور المغربي في الدفع بالتفكير الإفريقي المشترك نحو حلول واقعية ومستدامة.
وأشارت الوزيرة إلى أن جمهورية الكونغو، من جهتها، منخرطة بجدية في هذه الدينامية، حيث يتولى رئيسها رئاسة لجنة المناخ لحوض الكونغو، التي أُنشئت بمبادرة من جلالة الملك محمد السادس خلال قمة العمل الإفريقية بمراكش (كوب 22).
قمة “إفريقيا من أجل المحيط”، التي شهدت حضور رؤساء دول وحكومات من القارة الإفريقية، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شكلت منصة استراتيجية لتوحيد الجهود من أجل حماية ثروات إفريقيا البحرية، وتحقيق العدالة المناخية في التعامل مع تحديات تآكل السواحل، ارتفاع منسوب البحار، والتهديدات البيئية العابرة للحدود.
وبحضور هذا الزخم الدولي والإفريقي، بات واضحاً أن المغرب، من خلال رؤيته الاستراتيجية ومبادراته المتعددة، يؤكد مرة أخرى أنه فاعل محوري في مواجهة التغيرات المناخية وتحقيق الأمن البيئي بإفريقيا.