في سابقة دبلوماسية تعكس تنامي الثقة الدولية والإفريقية في المقاربة المغربية لقضايا البيئة والمناخ، أشاد رئيس وزراء جمهورية موريشيوس، نافينشاندرا رامغولام، بالدور الريادي الذي يضطلع به المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في توحيد صوت إفريقيا بشأن حكامة المحيطات وحماية مواردها البحرية.
وفي تصريح صحفي على هامش قمة “إفريقيا من أجل المحيط”، التي يحتضنها مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات بمدينة نيس الفرنسية، عبّر رامغولام عن امتنانه للمبادرة المغربية التي جمعت قادة القارة، مشيراً إلى أنها لحظة فارقة في تاريخ التعاون البيئي الإفريقي.
وقال المسؤول الموريشي: “أود أن أحيي صاحب الجلالة الملك محمد السادس على هذه المبادرة المهمة للغاية، التي جمعت القادة الأفارقة من أجل التحدث بصوت واحد بشأن الحفاظ على محيطاتنا ومواردنا البحرية”، مؤكداً أن هذا التوجه الجماعي غير مسبوق، ويؤسس لمرحلة جديدة من العمل البيئي المشترك.
وثمّن رئيس حكومة موريشيوس المبادرات المتعددة التي أطلقتها المملكة المغربية، والتي وصفها بـ”المحورية” في دعم وحدة الموقف الإفريقي، مضيفاً أن “إفريقيا بحاجة إلى استراتيجية جيوسياسية منسقة وصوت موحد” لمواجهة التحديات التي تتهدد ثرواتها البحرية.
واعتبر رامغولام أن ما حدث في نيس يمثل نقطة انطلاق لبلورة سياسة إفريقية موحدة لحماية المحيط الأطلسي، مشيراً إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بتقاسم الهموم البيئية، بل بصياغة استراتيجية شاملة تحفظ مستقبل الأجيال القادمة وتضمن السيادة المشتركة على الموارد البحرية.
قمة “إفريقيا من أجل المحيط”، التي ترأستها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، ممثلة لجلالة الملك محمد السادس، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شهدت حضور شخصيات وازنة من القارة السمراء ومن مختلف أرجاء العالم، من بينهم رؤساء دول، وزراء، وممثلو منظمات دولية ومؤسسات مالية كبرى، في تعبير واضح عن حجم الرهان الذي تمثله قضية المحيطات في سياق التغيرات المناخية.
ويواصل المغرب، عبر هذه المبادرات، ترسيخ مكانته كقوة بيئية ناعمة، تقود التحولات الكبرى في إفريقيا ليس فقط بالشعارات، بل بالفعل السياسي والدبلوماسي والميداني، من أجل قارة إفريقية متماسكة، واعية برهاناتها، ومصمّمة على حماية ثرواتها الطبيعية بثقة ومسؤولية.