في سياق تخليد الذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش المملكة المغربية، نوه الأستاذ بجامعة باييرو النيجيرية، كاميلو ساني فاج، بالتحولات التنموية الكبرى التي شهدها المغرب خلال العقدين الأخيرين، مؤكداً أن المملكة تقدم نموذجاً تنموياً يحتذى به للعديد من الدول الإفريقية.
وفي حديثه مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أكد الخبير النيجيري أن المغرب نجح، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، في تحقيق طفرة نوعية على مستويات متعددة، خاصة في مجالات الزراعة، والبنيات التحتية، وإنتاج الأسمدة، مبرزاً أن نيجيريا، بما تمتلكه من موارد طبيعية هائلة وقاعدة سكانية تعتبر الأكبر في القارة، يمكنها الاستفادة بشكل كبير من التجربة المغربية، لا سيما في تعزيز الأمن الغذائي وتطوير القطاع الفلاحي.
وأشار الأستاذ الجامعي إلى مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، الذي يجسد شراكة استراتيجية بين الرباط وأبوجا، ويعد من أبرز المشاريع الإقليمية التي تترجم مبدأ رابح-رابح، موضحاً أن هذه البنية التحتية الكبرى ستفتح أمام نيجيريا آفاقاً واسعة لتسويق احتياطياتها الضخمة من الغاز الطبيعي، فضلاً عن تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية المعنية بالمسار الطاقي.
وفي معرض حديثه عن الأدوار الجيوسياسية للمملكة، سلط كاميلو ساني فاج الضوء على المبادرة الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك لتمكين دول الساحل الإفريقي من الولوج إلى المحيط الأطلسي، معتبراً إياها مبادرة استراتيجية من شأنها فتح آفاق جديدة للتنمية والاندماج الاقتصادي في منطقة تواجه تحديات أمنية وتنموية جسيمة.
واختتم الخبير النيجيري تصريحه بالتأكيد على أن المقاربة المغربية، التي تمزج بين الواقعية السياسية والرؤية الاستراتيجية، تكرس دور المملكة كفاعل محوري في القارة، وتفتح المجال أمام تعاون جنوب-جنوب مثمر ومستدام.
فاطمة الزهراء الجلاد.