لماذا غابت؟ وبأي صورة تعود؟
الذين يتذكرون الفنانة الشابة الحسناء إبتسام فتحي سيقفون عند المسارات الأولى التي ساهمت في تقديمها للجمهور المغربي وهي طفلة صغيرة مرت من عدة محطات مهمة، وليس غريبا إذا قلنا بأنها سبقت العديد من الأسماء التي تروج حاليا في الساحة الفنية، لكونها إنطلقت صغيرة في الغناء، نتذكر محطة نادي الشباب ونجوم الغذ في إكتشاف المواهب في فترة التسعينيات من القرن الماضي حيث سرقت كل الأنظار كفنانة صغيرة رسمت مسيرتها بتحدي كبير وبدعم من عائلتها فنالت الإشادة من أهرامات الأغنية المغربية لتستمر المسيرة بعيدا عن التهريج والإبتذال بدليل أنها جايلت العظماء وأنتجت ألبوما مغربيا خالصا من توقيع الأستاذ عز الدين منتصروالأستاذ أحمد السكوري وتوزيع مولاي رشيد الركراكي والراحل توفيق حلمي للأسف هذا العمل الكبير لم ير النورلأسباب مهنية.
لأنها كرست مسيرتها في الجد والإجتهاد والطرب الأصيل والأغنية المغربية ذات الهوية الواحدة لم تنزلق الفنانة الشابة الجميلة إبتسام فتحي لغناء أي كان، لأنها تحمل رسالة الفن النبيل الهادف، لأنها جايلت وعاشت مع العمالقة، غنت وهي صغيرة أمام الجوق الوطني الذي كان يضم أساتذة كبار في الموسيقى، لذلك لم تجد الطريق مفروش بالورود لأنها كانت تدرك بأنها إختارت الحلقة الأصعب في الأغنية، ولم ترغب في ركوب هذه الموجة العابرة، لأن من عاش مع العمالقة يجب عليه البقاء في القمة.
لكن بعد كل هذا المشوار للفنانة المتألقة الجميلة إبتسام فتحي ستختفي فجأة عن الأنظار، وقد طرح غيابها العديد من الأسئلة، لماذا يغيب صوت غنائي مغربي أصيل بهذه السهولة؟ هل لأن الأصالة لم يعد لها وجود وأن الإبتذال هو عنوان النجاح؟
الفنانة إبتسام فتحي قاومت هذه المرة العواصف وقررت العودة بقوة وبصورة أكثر تألقا من خلال أغاني تحمل عنوان مشوار يحترم الذوق العام لأنها بكل بساطة تشبعت بأصالة الرواد، ولأن لها رسالة نبيلة تهدف إلى الحفاظ على هوية الأغنية المغربية، لذلك جاءت العودة وستطل على جمهورها من خلال تعاون مشترك مع الفنان عبد العالي الغاوي، كما أنها مصرة على تنزيل ألبومها المصادر لأنها تعتبره عودة حقيقية للساحة الفنية المغربية، وقد تفاجئ جمهورها بجولة فنية لتؤكد أنها حاضرة وأن غيابها كان مبررا.
فهل نترقب عودة قوية لفنانة امنت بقيم وهوية الأغنية المغربية ولم تغتر بالموجة الجديدة؟