رياضة

عزيز مونتاري يدفن رجله اليسرى .

و هكذا ، و بعد معاناة إستمرت ربع قرن من الزمن خضع عزيز مونتاري لعملية جراحية أسفرت عن بثر رجله اليمنى ، و صباح الخميس تم دفنها في مقبرة الرحمة ،و إستمر عزيز في المصحة يتلقى العلاج و يتماثل للشفاء .

نعم بعد خمسة و عشرين سنة عن إصابته في حادثة سير مفجعة سقط ضحيتها عزيز و عمره إثنان و عشرون سنة …مساء سبت في سنة 1995 …..كان عزيز يشكو إصابة ..و تعذر عليه الإلتحاق بتجمع الرجاء إستعدادا للقاء إتحاد طنجة في الأحد الموالي ….
تحول عزيز رفقة أصدقاء إلى منطقة زناتة عبر الحافلة ، و هناك عند عبور الطريق صدمته سيارة و كانت نهاية حلم لاعب موهوب إلتحق بالرجاء فتى و حمل قميصها لمدة ثلاثة مواسم قدم فيها منتوجا فنيا للاعب واعد مميز في مركزي اليمين و اليسار في صف الدفاع !!، و خضع عزيز لعملية جراحية بدعم من الرجاء بهدم جبر كسر في الساق …لكن و مع توالي الأيام لم يلتئم لحم الرجل حول العضم المتبث بالحديد رغم مختلف المبادرات الطبية و تخثر الجرح و تعفن …و ظل عزيز يحمل ساقه و يضمد الجرح حتى فقد الرجل مكرها …

عزيز مونتاري من مواليد 1973 من مواهب درب السلطان – درب اليهودي- رصدته عينا الأب يوعري و حمل قميص الرجاء في بداية رحلته مطلع التسعينيات رفقة : بصير – مستودع – عمر النجاري – جريندو – خوباش – روسي -جيناني – أولهري و غيرهم و تدرب تحت إشراف جواد الأندلسي – الجزائري إيغيل – الروسي روغوف . و كنت عيون المنتخب الوطني عليه لكن حلمه أوقفه القدر …
عزيز حظي بإلتفاتة و دعم أسرة الرجاء ، جمعية العش الأخضر- لاعبون سابقون – منخرطون و غيرهم في العملية الجراحية و العلاج و ينتظر أن تستمر العناية و الإهتمام لينجح عزيز في المرحلة الجديدة في الحياة يدخلها برجل واحدة و بعائلة كبيرة تجفف دموعه و تمكنه من العيش الكريم …

عزيز مونتاري حالة أفرزتها الرياضة الوطنية و تفرض قراءة معمقة …لاعب موهوب …ينطلق في رحلة الامل و الطموح مع الكرة في نظام الهواية و المقرونة بالعشق …و تفاجئه حادثة في محطة بالمسار …و بعدها نهاية حزينة …و أمثال عزيز كثر في جغرافيا هامش المجتمع الرياضي !!
في زيارة لعزيز ، يواجه القدر بإيمان و أمل و يقرأكم السلام .
محمد أبوسهل .

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق