رياضة

ما مصير نادي الوداد الرياضي !!!

✍🏻 مصطفى منجم

 

أسدل ستار الموسم الكروي ولم تكن يد الوداد ممدودة للألقاب، اكتفى لاعبوا الفريق بالوصافة، وتنازلوا عن تطويق أعناقهم بالميداليات الذهبية كالمعتاد، سيناريو حدسه عشاق هذا الكيان، بعد بداية أقل ما يقال عنها غير موفقة.

لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان على أن هذا الاخفاق الذي نزل كصعقة من السماء لم يكن وليد الصدفة أو حادثا فجائيا، لطالما كانت النهاية مكشوفة لدى الأغلبية، علما أن أشد المتفائلين كانوا ينتظرون سقوط الفريق عند كل خطوة سواء على المستوى المحلي أو القاري.

هذا الرسوب المنتظر والذي لا يرقى إلى قيمة النادي، أدى إلى انقسام تام وتناحر قوي بين محبي الفريق في الشارع وفي الأثير وأيضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث القليل من ذلك كان يصب في مصلحة النادي، لكن كان لديهم قاسم مشترك هو أن الرئيس سعيد الناصيري صاحب هذه الإنتكاسة لكونه الآمر والناهي داخل أسوار بنجلون.

الخوف من النجاح أو لامبالاة كلمتان يمكن اسقاطهما على رئيس النادي الأحمر، الأولى تصيب بعض الأشخاص لكن دون ادراكهم بفعل ذلك، أما الثانية فتكون عدم إرادة الشخص عنصرا بارزا، لكن الكثير من الجماهير الودادية تؤمن بالمصطلح الثاني لكونه يتجلى في قمع الأحاسيس مثل الاهتمام والاثارة والتحفيز.

كشفت التجربة على أن الوداد لم يتعلم من أخطاء الماضي، والعشوائية طالت وطبعت جل خطواته التسييرية، انفرادية وتحجر في التعامل مع الاحداث، كبحت جماح النادي واسقطته في المحظور، كان لزاما على الجماهير التحرك لتدارك ذلك في المستقبل.

كثير من عشاق هذا الصرح تلوح متمنايتهم بين الانتذابات، وأكبر الحالمين العثور على مستشهر ثقيل الوزن يرجع على النادي بالربح، لكن الظاهر أن مشكل الوداد لا ينحصر بين هذين القوسين، الوداد بات نادي غير متكامل الخيوط وغير متوازن وله خلل شاسع في التركيبة، لا يمكن الذهاب بعيداً مادام الوضع كما هو عليه الآن، حتى لو حضرت الألقاب ستغيب في زمان آت بعد الحال.

يراود ذهني الكثير من الإشكاليات والأسئلة لكن أجودها كيف يسير هذا النادي بشخص واحد ؟ شخص تجتمع فيه جميع الصفات، إدارة تقنية وقسم التسويق ورجل قانون ونائب رئيس وناطق رسمي، صراحة هو يتفنن في البعض ويجهل الكثير.

سنة استثنائية بامتياز، وموسم صفري بعنوان عريض “خالي الوفاض”، فكرة القدم الحديثة تتطلب ضرورة وجود مدير تقني يراقب عن كثب الصغيرة والكبيرة، ويأتي بمشروع رياضي ينقسم على مدى القريب والمتوسط والبعيد، مع احترام الحمولة التاريخية للنادي وعراقته لاستمرار في ربط الوصال مع منصة التتويج، لأنه من المحزن أن نرى الوداد يدير شؤونه التقنية بعض الوكلاء والسماسرة الذين يمتهنون هذه الخدمة المتاحة، وتوقيع عقود مع اللاعبين دون مدرب الشيء الذي أدى إلى عدم ظهور أغلبهم وفشل بعضهم.

مسألة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، وهي غياب بشكل كامل وتام لقسم التسويق، فأصبح قميص النادي مملوء عن أخره بالمواد الغذائية، حتى هذه المواد لم يقتنيها المواطن نظرا للمنافسة القوية التي يتعرض إليها المنتوج، إذ أصبح التسويق ضرورة ملحة في عالم المستديرة، لكونه يضمن للنادي دخلا سنويا هائلا يساعده على تدبير الأمور بدون نواقص، وهذا العالم لم يديره إلى المتخصصين في هذا المجال ولهم من الكفاءة ما تشفع لهم حمل مشعل المسؤولية.

بعدما تأزم الحال وأصبح الغضب يشتد في الاوساط الودادية، والخطابات التي سئم منها الجميع، وبعد الرواج الذي شهدته القيادة التقنية بقدوم مدرب ورحيل أخر، أصبح المنفذ لدى الرئيس الخروج لربط ذراع المنتفضين، بالاعلان عن قيام الجموع المنسية والبحث عن رئيس جديد في ظرف سبعة أيام.

ما مصير هذه الجموع العامة ؟ وما حقيقة اختيار رئيس جديد للنادي ؟ وما قانونية سبعة أيام كأجال لوضع ملفات الترشيح ؟وأين هي الهيكلة التي وعد بها الرئيس مرارا وتكرارا ؟ وماهي المعايير التي تم اختيار بها المدرب الجديد ؟ وكيف سيدبر الناصيري المرحلة المقبلة في ظل هذا التخبط والتفكك ؟

يشار أن مع زيادة وعي الجماهيري الذي أصبح يتمتع به أنصار الوداد، رفع الفصيل المساند للفريق “وينرز 2005” رسالة لخصها في كلمة واحدة وهي “العائلة” وما تحمله من دلالات قوية تدل عن التلاحم والانسجام بين الفريق والجماهير، الذي بات يأخذ المدرجات منبر تواصل مع اللاعبين، لكن البعض أخذ ال”مفهوم” وقلبه رأسا على عقب، حيث أصبح “التسيب” عادة وفية للاعبين، منهم من يرفض اللعب مع مدرب ما، والثاني يتماطل في أداء واجباته، والثالث يحمل حقيبته ويغادر الفندق أو الملعب، والرابع يرفض الصعود إلى الاحماءات لعدم دخوله بشكل رسمي في المقابلة والخامس ينتظر انتهاء الموسم من أجل الاحتراف.

فأول ما يشاهد اللاعب عند تعاقده مع هذا الصرح العظيم، هو جملة باللغة الفرنسية مكتوبة على أسوار بنجلون تفيد “أن حمل قميص الوداد شرف لك، وتبليله واجب عليك” هذه العبارة تلخص حجم المسؤولية الملقاة على عاتق كل لاعب راودته فكرة الجلوس فوق شعار النادي.

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق