سياسة

زيارة دبلوماسيي الساحل للداخلة: إشادة بالمشاريع التنموية وميناء الأطلسي في قلب الاهتمام

في خطوة تعكس الأهمية المتزايدة التي تكتسيها الأقاليم الجنوبية للمملكة على المستوى القاري، حل وفد دبلوماسي رفيع يمثل دول الساحل الأربع: بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، وتشاد، يوم أمس الأربعاء بمدينة الداخلة، حيث وقف على الزخم التنموي المتسارع الذي تعرفه جهة الداخلة – وادي الذهب، وعلى رأسها مشروع ميناء الداخلة الأطلسي.
الزيارة التي تأتي في إطار برنامج نظمته الوكالة المغربية للتعاون الدولي، بشراكة مع المعهد المغربي للتكوين والأبحاث والدراسات الدبلوماسية، شكلت فرصة للدبلوماسيين الأفارقة للقاء مسؤولين ومنتخبين محليين، وعلى رأسهم الكاتب العام لولاية الجهة، عبد الرزاق الكرجي، ونائب رئيس مجلس الجهة، مولاي بوتال المباركي. وقد أبدى أعضاء الوفد إعجابهم بالتنمية المتسارعة التي تشهدها المنطقة، خاصة في مجالات البنية التحتية، والطاقات المتجددة، والاستثمار.
وفي تصريحاتهم للصحافة، سلط المسؤولون الأفارقة الضوء على المبادرة الملكية الأطلسية، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدين أنها تفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين المغرب ودول الساحل، وتمنح هذه البلدان غير الساحلية فرصة استراتيجية للارتباط بالأسواق العالمية عبر واجهة الأطلسي.
وفي هذا الصدد، أبرز مبودو سعيد، المدير العام للشؤون الإدارية بوزارة الخارجية التشادية، أهمية مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، واصفاً إياه بـ”الفرصة الكبرى” لتعزيز الاقتصاد الإقليمي وتقوية التعاون جنوب-جنوب.
من جهتها، نوهت تاسيو لاوالي أومال هايري، مديرة الموارد البشرية بوزارة الخارجية النيجرية، بالدينامية الاقتصادية التي سيخلقها الميناء، مشيدة في الوقت نفسه بالمبادرة الملكية التي تراعي حاجيات بلدان الساحل غير المطلة على البحر.
أما هيين كونبيول فرانسيس، المكلف بمهمة في وزارة خارجية بوركينا فاسو، فقد شدد على البعد الاستراتيجي للمشروع، معتبراً إياه “ورشاً ضخماً يمهد الطريق نحو إفريقيا أكثر تكاملاً ومسؤولية”.
من جانبه، أشار مولاي بوتال المباركي إلى أن اللقاء شكل مناسبة لاستعراض جهود الجهة في تطوير بنياتها الأساسية، ومواكبة المشاريع المهيكلة التي تروم تحرير طاقاتها الاقتصادية، مشيراً إلى أن الجهة أصبحت منصة واعدة للاستثمار بفضل ما توفره من تسهيلات ومؤهلات.
وشملت الزيارة أيضاً تقديم عروض للدبلوماسيين حول برامج التنمية التي تعرفها الجهة، لا سيما المشاريع الرامية إلى ربط المنطقة بباقي جهات المملكة، وتوسيع نطاق الاستثمار، مع الوقوف على ورش بناء ميناء الداخلة الأطلسي، وزيارة مركز الداخلة لتأهيل الكفاءات، المخصص لتمكين الشباب من فرص التكوين والاندماج المهني.
كما شارك الوفد الدبلوماسي في ندوة نظمت بمقر اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، تم خلالها استعراض منجزات المغرب في مجال ترسيخ حقوق الإنسان وتعزيز آليات الحماية.
الزيارة، التي تندرج ضمن رؤية شاملة لتعزيز التعاون المغربي-الإفريقي، تعكس بوضوح كيف أصبحت الداخلة، برمزيتها الجيوسياسية ومشاريعها التنموية، بوابة حقيقية نحو إفريقيا جنوب الصحراء، وفاعلاً محورياً في رسم معالم مستقبل التعاون جنوب-جنوب.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close