سياسة

قيادي بارز بالعدالة والتنمية يقدم استقالته من ” المصباح”

اقدم إدريس الازمي الادريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية والقيادي بالحزب على طلب استقالته من الحزب.

وذكر الازمي في رسالة له وجهها إلى اعضاء المجلس الوطني للحزب ، بكل أسى وأسف وحسرة وبعد صبر كبير وتحمل ومكابدة وتردد وربما تأخر،

يؤسفني أن أقدم إلى المجلس الموقر استقالتي من رئاسة المجلس الوطني للحزب وبالتبع من الأمانة العامة للحزب، وذلك طبقا لمقتضيات المادة 85 من النظام الداخلي للحزب
والمادة 80 من الالئحة الداخلية للمجلس الوطني.
وتابع الأزمي وقد قررت أن أقدم هذه الاستقالة ألنني وللأسف لم أعد أتحمل ولا أستوعب ولا أستطيع أن أفسر أو أستسيغ ما يجري داخل الحزب وال أقدر أن أغيره، وعليه ال يمكنني أن أسايره من هذا الموقع أو أكون شاهدا عليه.

واردف عمدة فاس، ومهما كان حمل هذا القرار صعبا ووقعه وأثره فلن يعادله في ذلك حجم التحمل الكبير
والصبر الطويل ونحن نمني أنفسنا بأن هذه ربما هي األخيرة وأنه عسى أن يستدرك الأمر في المرة المقبلة باالستباقية المطلوبة وبالتحضير الجيد والنقاش الجدي
والتشاركية الالزمة وبتحمل المسؤولية الكاملة والوضوح الالزم والموقف الشجاع، عوض المباغتة والمفاجاة والهروب إلى األمام وتبرير كل شيء بكل شيء في تناقض صارخ مع ما يؤسس هوية الحزب ويكون جيناته الأصلية.
وتابع الأزمي ومهما كان حمل هذا القرار صعبا ووقعه وأثره فلن يعادله في ذلك حجم الحيرة والتساؤلات التي تثار كل مرة وتبقى بدون جواب وبدون عبرة حول مدى مالئمة مواقف الحزب مع مبادئه المعلنة والمعروفة وأوراقه المرجعية وأنظمته الأساسية وبرامجه االنتخابية ؟ وحول مدى مراعاة القيادة لشعور مناضلي ومناضالت الحزب

واستحضارها واعتبارها لموقع ومكانة وإرادة المناضلين والمتعاطفين مع الحزب والمصوتين له ؟ ومدى تطبيقها لتوجيهات هيئاته التقريرية ومن ضمنها المجلس الوطني ؟ وهي تتخذ المواقف المتتالية التي ينسي بعضها بعضا.
واضاف القيادي بالعدالة والتنمية لكل هذا نفذ صبري ولم أعد أتحمل أكثر وأنا أترقب ما هو آت، ال سيما ونحن نسمع
هل من مزيد ؟ والسيما و مؤسسة المجلس الوطني ومكانته وبياناته ومواقفه أصبحت
تستغل كمنصة للتهدئة وامتصاص الغضب عوض التقرير واالسترشاد واالتباع
والتنزيل باعتباره أعلى هيئة تقريرية في الحزب بعد المؤتمر الوطني. وأصبحنا ولما
يجف مداد بيانه بعد، وقد أخذ منا ما أخذ من وقت طويل وجهد مضن وعنت ونقاش حاد وصريح للتجميع واالستيعاب والفهم والتفهم نرى من يعارض هذا البيان جهارا.
واضاف لم يعد هناك مجال لقبول كل شيء ولتبرير كل شيء وللتهوين من اآلراء المخالفة
واالعتماد في كل مرة على المسكنات المبنية على عامل الزمن عوض اإلشراك
واإلقناع، وعلى المهدئات المبنية على التبرير عوض تحمل المسؤولية من الموقع
المتبوأ وفي الوقت المناسب وبالوضوح الالزم، وبالمضي إلى األمام دون االلتفات إلى
حالة اإلحباط والفشل واالنسحاب والسلبية التي قد تخلفها مثل هذه المنهجية وهذه
المواقف على المناضلين والمناضالت وغير هم، ودون االلتفات إلى من نتركهم أو
نتخلى عنهم على الرصيف بمنطق أن القطار ماض إلى األمام نزل من نزل، مستصغرين عددهم، وصعد من صعد، وبقي من بقي، غير آبهين بما ستؤول إليه األمور
بقطار قد يتوقف دون أن يصل أصال أو بقطار قد يصل فارغا ودون محتوى وقد انفض الجمع وانفرط العقد شكال ومضمونا.
وتابع عمدة فاس في رسالة الاستقالة، البد للحزب أن ينهض وأن يراجع نفسه ومقاربته هذا إن لم يكن قد فاته األوان والقطار؟
ال بد من مثل هذه المواقف على صعوبتها كي يسائل الحزب وقيادته نفسها بالعودة إلى أصله لكي نستكشف هل ما زال الحزب يصلح لشيء ما باعتبار أنه لم يكن في يوم من الأيام دكانا انتخابيا أو هكذا كان يعرف نفسه، بل حرص أن يقدم نفسه وأن يتبوأ مكانته عن جدارة واستحقاق كحزب حقيقي بمبادئه ومرجعيته ومؤسساته وبسعيه الحثيث
للمساهمة في ترسيخ االختيار الديمقراطي واإلصالحي والتنموي ببالدنا في ظل التوابث الجامعة للأمة.

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق