انتشار الباعة الجائلين يؤكد فشل تجربة الأسواق النموذجية

تزايدت شكايات المواطنين حول انتشار الباعة الجائلين وما يخلفونه من احتلال للأزقة و الشوارع و الأماكن و الفضاءات العمومية من قبيل المحطات الطرقية و المساجد ومختلف المؤسسات.
و للحد من انتشار هذه الظاهرة سارعت الجهات الوصية على عقد اتفاقيات مع الخواص أو بعض الشركات لتشيد مجموعة من الأسواق النموذجية لدمج هؤلاء البائعة الجائلين و صيانة كرامتهم و ضمان استقرارهم الاقتصادي من جهة و لتقديم خدمة للمواطن من جهة أخرى.
هذه المبادرة احتسنتها كل الأطراف المعنية و المتداخلة خاصة أنها جاءت للقضاء أو لنقل الحد من انتشار و احتلال البائعة الجائلين للأماكن العمومية . غير أن واقعها الحالي يقول عكس ما جاءت من أجله فالأسواق العشوائية لازلت حاضرة و تتنامى مع مرور الأيام و الباعة الجائلين ازداد عددهم و أصبحوا يحتلون الشوارع الكبرى و الملك العام للمدن على غرار مدينة الدار البيضاء.
فأصبحت العاصمة الاقتصادية تعرف انتشارا كبيرا لهؤلاء البائعة في صورة تشوه بمعالم المدينة خاصة إذا علمنا الكم الهائل من النفايات و الازبال التي يخلفها ممتهنو هذه الحرفة أثناء و بعد نهاية عملهم.
و تتداخل عدة أسباب في فشل بادرة الأسواق النموذجية أو أسواق القرب بالدار البيضاء على رأسها وجود مجموعة من المستفيدين من الأسواق النموذجية يتطاولون عليها بغية كسب محل أو أكثر بالرغم من كونهم لم يسبق لهم أن امتهنوا مهنة بائع جائل بل كانت لهم مهن أخرى سواء حرة أو رسمية بعيدة كل البعد عن ما يقوم به الباعة الجائلين و بالتالي أصبحت مجموعة من المحلات بأسواق القرب تعود لملكية من لم يستحقها.
ثاني أسباب الفشل كما يقول أحد المستفيدين، يعود إلى صغر حجمها و مسافتها الضيقة التي لا تعطي للمستفيد فرصة عرض سلعته بشكل جيد لكي يراها المواطن. و بشكل عام فالأسواق التي تم انجازها لا تستجيب مساحتها للطاقة الاستيعابية لكل الباعة.
و غيرها من الأسباب التي تؤكد أن الهدف الذي جاءت أو شيدت من أجله الأسواق النموذجية لم يتحقق ف &الفراشة& و الباعة الجائلين و أصحاب العربات و &الكروسة& لازالوا يحتلون الشوارع و الأماكن العمومية بالدار البيضاء بل أصبح عددهم في تزايد و لا يقتصر الأمر على أبناء أو القاطنين بالعاصمة الاقتصادية فالمدينة أصبحت قبلة لعدد مهم من الباعة يقطن بالبوادي المجاورة للمدينة و ما يتسببون فيه من عرقلة لعملية السير و فوضى في حركة المرور ناهيك عن تشويه الصورة الحضارية للبيضاء.
ص.م: يوسف العيرجي