سياسة

المحلل السياسي مهدي الإدريسي: الجزائر لديها عقدة إسمها المغرب والجيش المغربي قام بعملية جراحية دقيقة وسريعة وأنهى استفزاز العصابة

-حاوره حمزة لخضر

بعد الخطاب الملكي السامي الذي جدد فيه الملك محمد السادس تأكيده على أن المغرب لن يُفرط في حبة رمل واحدة من أراضيه، وبعد افتتاح مجموعة من الدول الوازنة على المستويين العربي والإفريقي سفاراتها بمدينة العيون في اعتراف واضح بمغربية الصحراء، عمدت عصابات البوليساريو في تحرك صبياني واستفزازي إلى عرقلة الحركة التجارية والمدنية، عبر شل حركة معبر الكركرات وإغلاقه بالمنطقة التي تشرف عليها الأمم المتحدة في تحد صارخ لقراراتها وقرارت مجلس الأمن.

تحرك المغرب عسكريًا بعد أن راسل المينورسو والمجتمع الدولي، ليقوم بفك الحصار عن المئات من الشاحنات بمعبر الكركرات على الحدود المغربية الموريتانية، وأقام حزاما أمنيا من أجل حماية تدفق السلع والأشخاص عبر المنطقة العازلة.
من خلال هذا الحوار الذي أجراه موقع LE7TV يحاول المحلل السياسي والباحث في العلوم السياسية الأستاذ مهدي الإدريسي أن يُشرًِّح الأحداث الأخيرة التي شهدها معبر الكركرات بالصحراء المغربية، ويقدم قراءته لأسباب الخطوة اللامسؤولة والمتهورة التي قامت عصابات بها البوليساريو ومن يقف وراءها.

• كيف تقرؤون التطورات الأخيرة والخطيرة بمنطقة الكركرات..؟

في البداية لابد أن نؤكد على أن سيادة الصحراء المغربية هي إحدى الثوابت الأساسية في النظام السياسي المغربي، وبالتالي لا يمكن لطبيعة هذا النظام السياسي أن يتساهل إزاء هذا المشكل.

المسألة ترتبط بعرقلة سير الحركة التجارية، ومليشيات البوليساريو ربما أوحيَ لها بهذا التحرك تحقيق بعض المكاسب، خصوصا وأننا نلاحظ أن هناك تغيرات في الخريطة السياسية الدولية ونتحدث هنا عن فوز الديموقراطيين بالولايات المتحدة الأمريكية، والذين لا يرتاحون لمثل هذه الأطروحات الانفصالية، وهناك كذلك دبلوماسية مغربية ناشطة جدا انبثق عنها افتتاح مجموعة من القنصليات لدول وازنة كالإمارات كما أن هناك حديث عن المملكة الأردنية إلى جانب عدد من الدول الإفريقية التي لها وزنها على الساحة.

وبالتالي فقراءة الأحداث الأخيرة لا يجب أن نلغي عنها هذه الجوانب، فميليشيات البوليساريو أرادت هي ومن وراءها مع التركيز على -من وراءها- أن تحاول خلق خارطة جديدة، غير أن المغرب تصدى لها بشكل قانوني لأن الأمر يتعلق بعرقلة سير التجارة والتجارة الدولية، وقد أخبر المغرب المينورسو قبل تحركه.
والنتيجة هي هذه العملية الجراحية الدقيقة والسريعة التي قامت بها القوات المسلحة الملكية ونجحت بشكل كبير.

المغرب اليوم يرسل رسالة واضحة لمن يهمه الأمر، بأن هناك يد تبني الطريق السيار بمدينة الداخلة ويد تبني ميناء الداخلة ويد ثالثة ستقطع وتحارب كل من يحاول الاقتراب من حدود المملكة.

• ما تعليقكم حول التوقيت الذي بدأت فيه عصابات البوليساريو تحركاتها الصبيانية؟

أفترض أن العملية كان من ورائها نوع من الماركوتينغ السياسي، فالبوليساريو أرادت أن تقول أنها لا تزال توجد على الأرض ولكن محاولتها باءت بفشل ذريع، فاليوم وكما ترون مجموعة من الدول الوازنة افتتحت سفاراتها بالصحراء المغربية والتنمية المهمة التي تشهدها مدينة الداخلة وكذلك الخطاب الملكي السامي الذي كان واضحا بخصوص الوحدة الترابية وسيادة المملكة على كامل ترابها، فالبوليساريو أرادت من خلال تحركها الصبياني أن تسوق لأطروحتها التي بدأت بالأفول، خصوصًا مع انهيار النظام الليبي والأزمة التي تعيشها الجزائر اجتماعيًا واقتصاديًا مع انهيار النفط، وبالتالي كل ما أرادته هذه الجبهة أن تقول أنها لا تزال هنا، وهذا ما فسر قوة الرد المغربي الذي كان سريعا ودقيقا.

• بطبيعة الحال البوليساريو لا تتحرك من تلقاء نفسها بل الجميع يعرف أن الجزائر تقف خلفها
بنظركم ما هي مسؤولية الجزائر في الأحداث الأخيرة؟

صراحة الجزائر تقرأ المرحلة وهي جد منزعجة من صعود الديموقراطيين لسدة الحكم بالولايات المتحدة الأمريكية.
الجزائر كذلك تقرأ بتمعن شديد السياسة المغربية الموجودة بقوة على الأرض ولاحظت أن المغرب وماض في تنزيل الجهوية المتقدمة، وتنزيل المشاريع المندمجة وهنا نتحدث عن الجامعات والطريق السيار والبناء والتعمير ومشاريع أخرى وهامة، وهي أرادت أن تقول أن هذه القضية مطروحة لدى المنتظم الدولي.

أفترض أن الاعتراف بمغربية الصحراء من خلال افتتاح عدد من القنصليات هو أمر قد أزعج الجزائر.
الجزائر كذلك تحاول الخروج من بوثقة الأزمة الداخلية ولا يجب أن ننسى أنها تعيش حراكا ومن يقول أن الحراك انتهى هو لم ينتهي هو فقط معطل لأسباب التباعد التي فرضتها الجائحة.

ولابد من الإشارة إلى أن الجزائر دائما لديها عقدة إسمها المغرب ولذلك هي تحاول وستظل تحاول أن تخلق المشاكل للمغرب وأعتقد أن رد المغرب كان حازما.

ولابد من أنها ستفكر أكثر من مرة قبل أن تقوم بأي خطوة، خصوصا أمام جاهزية الجيش المغربي.
المعبر الآن مفتوح ومؤَمَّن مع تسجيل سيولة الحركة التجارية والمدنية وفي حال كان هناك تطور ما فالجيش المغربي جاهز وقوة القرار السياسي للمملكة حاضرة دون أن ننسى الإجماع الوطني حول هذا الموضوع الذي يعتبر من الثوابت ذات الخطوط الحمراء.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close