إحتضنت مساء أمس الثلاثاء قاعة العروض بدار الثقافة العيون ، إسدال الستار على الغرض الأول للمسرحية الحسانية ” كرفاف ” ، والتي تعرض من طرف جمعية النخيل للثقافة والفن والرتبية بكلميم .
المسرحية من إخراج عبد القادر أطويف ، و أداء نجمة المسرح الصحراوي ” علية أطوير ” بمشاركة الفنانين ” حمزة بابا” و ” يوسف التاقي” ، سينوغرافيا يونس بوحمالة و اقتباس المغفري نيمة .
مسرحية “كرفاف” مقتبسة عن “الدب”للكاتب الروسي “انطوان تشيكوف”. كوميديا من فصل واحد تقدّم للمتلقي حكاية عن الحب وعن مدى احتياج الناس له في حيواتهم، حيث يؤكّد العرض على أن الحب هو الطاقة المتجدّدة التي تجعل من الحياة طقسا ممكنا يتابع فيه الناس حياكة أحلامهم وآمالهم.
يبدأ العرض من متابعة حكاية الأرملة الشابة التي توفي زوجها)لسياد) منذ عام، وهي مازالت على حدادها عليه، لا تخرج من البيت ولا تستقبل أحدا، ولا تقيم لأي مُبهج مكانا في حياتها. لكن كان لخادمها )و مربيها في نفس الوقت )رأي آخر، فهو يحثها على أن تعود إلى الحياة وتلاحق حظوظها فيها بكل ما أوتيت من طاقة.
وبشكل مفاجئ يدخل حياتهما رجل يعمل في مجال تعهدات تربية الحيوانات/مزارع و محارب قديم ، فظّ وسريع الغضب، إلاّ أنه أيضا متحدّث لبق وقويّ الحجة، يطالب الأرملة بديون له في ذمة زوجها الراحل، فتطلب منه التريّث بعض الأيام حتى يعود مسؤولها المالي ليتمّ الأمر، لكن الدائن يرفض ذلك بداعي أن البنك سيحجز على أمواله في اليوم التالي إن لم يسدّد القرض الذي استفاد منه.
ويكون الصراع بين الأرملة والدائن إلى أن تهمّ بإطلاق النار عليه من مسدس زوجها الراحل والذي لا تُجيد استعماله، الأمر الذي يستغربه الدائن ويدفع به إلى تعليمها كيفية استعمال السلاح.
وما هي إلاّ دقائق حتى يكتشف الدائن مكامن جمال هذه المرأة الضروس فيحبها، وتجد هي فيه الرجل الصلب الذي يدافع عن موقفه بثبات وقوة فتحبه، وهذا ما ينعكس بسرعة على علاقتهما، فتقلب من التنافر إلى الحب.
ويقدّم النص تشريحا لطبيعة العلاقات التي توجد بين شخصيات المسرحية وقدرتها على التعايش مع التناقضات البينيّة التي تجمعها. فالزوجة التي أحبت زوجها بصدق كانت على علم بكل الخيانات التي يمارسها في كل يوم وفي كل زاوية من مكان عمله.
يذكر أن الجماهير العاشقة للمسرح ستكون على موعد مع عروض اخرى للمسرحية بمدن العيون _ المرسى _ بروجدور _ طرفاية _ طان طان _ كلميم ) طيلة شهر نونبر المقبل .
