مجتمع

عيد الآضحى : حق أبناء الشعب من الثروة … إكرامية خضراء …

أين الثروة …

هذا السؤال الغرائبي الذي برز على الساحة السياسية في السنوات الأخيرة، والذي استهلك الكثير من المداد في محافل وطنية مختلفة، مازال يقف متشردا بئيسا على أبواب الإدارات ومؤسسات الدولة المغربية، يبحث بلهفة منقطعة النظير عن موطئ قدم في تقارير رسمية تربط المسؤولية بالمحاسبة، لكن مع الأسف دون جدوى، إذ لا حياة لمن تنادي. وهذا ما يحفزنا اليوم أن ننخرط نحن كذلك في زمرة المتسائلين، الواقفين أمام أبواب الإدارة المغربية الموصدة، لكي نتأمل ولو لهنيهة يسيرة مآل اقتصاد هذا البلد أمام استنزاف ثرواته عبر الاغتناء الفاحش الذي تستفيد منه قلة من أهل الحظوة والجاه والسلطة والنفوذ، مقابل تفقير فئات وشرائح واسعة من باقي المجتمع، يعاني أسفل الهرم الاجتماعي الفقر والهشاشة وعتمة المصير.

حق أبناء الشعب من الثروة …

يتجلى العدل في أبها حلله بين أبناء الطبقة المفقرة المسحوقة، حيث في صباح يوم ما قبل عيد الأضحى أخد أبناء الشعب من كل حي و كل زقاق بالمملكة المغربية الشريفة حقه من الثروة ، و هنا الموضوع مجملاً يخص الإكرامية الخضراء، عرفتم ما هي كيس بلاستيكي لكل بيت مقدم من “الدولة” للحفاظ على نظافة الوطن، نظافة وطن يقدم إكراميات العيد، أضحيات لخدام الدولة و الوزراء أصحاب السعادة ، فيما حق أبناء الشعب المعوز كيس بلاستيكي أخضر لجمع الأزبال ” شرف الله قدركم “.

حسنا سيدي ” المسؤول رئيس الحكومة المنتمي لحزب إسلامي” هل تعلم أن الإكرامية الخضراء لن تجدي نفعاً لفقير محتاج في بلادنا و ما أكثرهم في ظل أن أضحية العيد ليس متوفرة لديه، هل تعلم انه ينتظر الإحسان من أهل الإحسان من شباب بمبادرة شخصية.

هل تعلم يا سيدي المسؤول أن أكياسكم البلاستيكية ليست إيكولوجية وليس إلا نوعاً رديء من البلاستيك ، يشبه كثيراً رداءة تعاملكم مع أبناء هذا الوطن.

هل تعلم سيدي أن المسؤول أن جمع القمامة بمطارح المدينة بعد يوم العيد في تلك الأكياس لن يكون إلا ضرباً واضحاً في ما قدمته دولتكم من وعود و إرشادات و تفاقيات ب “COP 22 ”

هل تعلم ” سيدي ” أن الطبقة المسحوقة من أبناء شعبك الأوفياء تطلعاتهم و متمنياتهم في كل مدن المغرب أن يكون العيد فقط فرحة على الأطفال و الأبناء و أن يمر يوم عيد في جو من السعادة دون الإحساس بالفقر و العوز و عدم المقدرة .

المسؤولين عليكم بالخالق أن تراعو الله في شعبكم و في وطنكم فالمسؤولية كبيرة أمام الله و أمام عباده في يوم لا ينفع لا مال و لاشيء آخر ، إلا من أتى الرحمان بقلب سليم يحق الحق و يمحق الباطل .

وفي الأخير أقول أن الثروة فهي للمسؤولين وخدام الدولة، و أن إكراميات فهي للشعب و للطبقة الفقيرة، متى سيستجيب الشعب لإنهاء هذا العبث وإعادة الكرامة للمواطن؟

قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق