مجتمع

بفضل البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة، “ستخطو فاس نحو مرحلة جديدة من التنمية”

قال المدير العام لوكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس فؤاد السرغيني إن الحاضرة الادريسية “ستخطو خطوة متقدمة وتنتقل لمرحلة جديدة من التنمية” بفضل البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة، الذي خصص له اعتمادات مالية تقدر ب 583 مليون درهم.

وأشار السيد السرغيني في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، الى أن هذا البرنامج الذي تم تقديمه أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 14 ماي الماضي بالقصر الملكي بالرباط، يأتي ليكمل البرامج السابقة التي شملت ، على الخصوص ، تأهيل 27 من المآثر التاريخية التي انتهت الاشغال بها سنة 2016 والمباني المهددة بالانهيار (2013 – 2018) بالإضافة الى مشروع تأهيل 8 مرائب للسيارات المجاورة للمدينة العتيقة بسعة 3600 سيارة وإصلاح الطرق وتحسين جمالية المباني وإعادة عمليات تشوير الأزقة ووضع أجهزة ودليل معلومات للفضاءات السياحية.

وأضاف أنه بفضل الاعتمادات المرصودة للبرنامج الأخير ( 400 مليون درهم ) الذي يوجد في مرحلة التنفيذ و البرنامج التكميلي الجديد ( 583 مليون درهم ) الممتد بين 2018 – 2023، أصبح للمدينة العتيقة كل الآليات والوسائل لتحقيق طموحاتها التنموية.

وحسب المدير العام للوكالة التي تشرف على إدارة الأشغال لهذا الورش الضحم، فإن المشاريع التي تندرج في إطار البرنامج التكميلي تدور حول ستة محاور رئيسية، يهم الأول منها تأهيل 11 من المآثر التاريخية والفضاءات الرمزية بغلاف مالي يقدر ب 109 مليون درهم . ويشمل تكميل ما تم إنجازه في إطار البرنامج السابق المتعلق بتأهيل 27 من المآثر التاريخية، لا سيما إصلاح الساعة المائية التي لها دلالة مهمة في تاريخ مدينة فاس والموزع المائي بوجلود والناعورات.

ويهم المحور الثاني تأهيل خمسة مساجد و خمسة مدارس قرآنية، فيما يخص المحور الثالث أنشطة الصناعة التقليدية والتجارية، بحيث يصل مجموع الفضاءات المستهدفة إلى 39 موقعا باستثمارات مالية تقدر ب 172 مليون درهم (فنادق وقطاع الدرازة والأسواق التجارية التقليدية).

ويشمل المحور الرابع تأهيل 37 موقعا منها 30 نافورة بغلاف مالي يقدر ب 21 مليون درهم ، فيما يستهدف المحور الخامس الذي خصصت له اعتمادات مالية تقدر ب95 مليون درهم، 15 موقعا تهم تأهيل البنايات التي لها مميزات خاصة وتحسين جمالية المدينة.

وأخيرا، يخصص البرنامج التكميلي محورا كاملا لتأهيل الموقع التاريخي دار الماكينة باعتمادات مالية تقدر ب 127 مليون درهم.

وأوضح السيد السرغيني أنه من أجل ضمان تنفيذ هذا البرنامج الطموح، فان الاتفاقية الموقعة أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس جد واضحة في هذا الشأن.

ذلك أنه على الصعيد المحلي، تم تكليف لجنة يرأسها والي جهة فاس-مكناس عامل عمالة فاس للتبع والتنسيق والسهر على توفير وخلق الظروف المناسبة لسير الأشغال، والتي تشمل التمويل ووتيرة الإنجاز وتقدم الاشغال وتذليل الصعوبات التي يمكنها أن تعترض مرحلة الإنجاز.

كما تم خلق لجنة مركزية لتدبير المشروع يترأسها وزير الداخلية وتضم مختلف المؤسسات الوزارية الشريكة. وتسهر على الجوانب الأكثر استراتيجية خصوصا التمويل وإدخال التعديلات على البرامج.

وبالنسبة للانعكاسات الاجتماعية لهذا المشروع، أكد المتحدث أن البرنامج التكميلي سيمكن من خلق 3 آلاف منصب شغل تشمل المناصب الموجودة والأخرى المرتقب إخداثها في إطار هذا البرنامج، مضيفا “أنه يتم ايلاء أهمية قصوى للجوانب الاقتصادية وفرص الشغل وخلق ثروات أساسية في مسلسل تأهيل المدينة العتيقة”.

ويرى المدير العام للوكالة أن هذا البرنامج يسعى إلى لعب دور أساسي في التنمية بمدينة فاس، لأنه يندرج في اطار فلسفة برامج التأهيل التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن “مدننا التي تزخر بالثقافة والابداع وتراث مادي ولامادي وفن الحياة تقطنها ساكنة تستحق حياة أفضل سواء من حيث السكن أو الأنشطة وتحسين محيط بيئة عمل الصناع والتجار وخلق الثروات”.

ويبقى الهدف الأسمى من مبادرة التأهيل ، حسب السيد السرغيني ، جعل المدن العتيقة بالمملكة أكثر جاذبية للساكنة المحلية والزوار.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد ترأس يوم 14 ماي الماضي بالقصر الملكي بالرباط، حفل تقديم برامج تثمين المدن العتيقة للرباط ومراكش، والبرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة لفاس وكذا توقيع الاتفاقيات المتعلقة بها.

كما أعطى جلالة الملك، بهذه المناسبة، تعليماته السامية قصد إعداد الشطر الثالث من برنامج المباني الآيلة للسقوط، الذي يشكل جزءا من برنامج إعادة تأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء، بغلاف إجمالي قدره 300 مليون درهم.

إعلان

قد يعجبك ايضا

أضف تعليقاً

Back to top button
Close
Close