دولي

زيمبابوي .. منانغاغوا “التمساح” أمام مهمة صعبة لإخراج البلاد من حالتها المزرية

يواجه إيميرسون منانغاغوا، الذي تم انتخابه مؤخرا رئيسا لزيمبابوي عقب مسلسل انتخابي تلطخ بأعمال عنف، مهمة صعبة تتمثل في إخراج بلاده من الحالة المزرية التي تتخبط فيها.

ويواجه الرئيس منانغاغوا، البالغ من العمر 75 سنة وخريج الجهاز العسكري المخابراتي لروديزيا القديمة، عدة ملفات شائكة من بينها تنفيذ وعوده الانتخابية بإخراج بلاده من حالة العزلة التي تعيشها، وجلب الاستثمارات الأجنبية وإنعاش الاقتصاد بعد سنوات عدة من الإفلاس، إثر سياسات النظام الديكتاتوري الرئيس السابق روبرت موغابي.

وعلى الصعيد السياسي، تتجه أنظار المراقبين نحو “التمساح” لمعرفة كيف سيواجه كبار الشخصيات في الجيش الزيمبابوي.

وورث منانغاغوا بلدا منقسما سياسيا، حيث أدت الانتخابات الأخيرة إلى تفاقم هذه الانقسامات، خصوصا بعد المظاهرات التي قمعها الجيش بشكل عنيف.

ويتفق المراقبون على أن الرجل القوي الجديد لهراري، على الرغم من أنه لا يحظى بشعبية كبيرة، إلا أنه تمكن من كسب قاعدة موالية له في الجهاز الأمني تمكنه، بحسبهم، من تعزيز سلطته، بالرغم من المعارضة الشرسة التي تعرض لها بعد الانتخابات الأخيرة.

كما يتفق المراقبون على أن منانغاغوا يجب عليه تجنب تقليد سلفه، الذي أدت سياساته إلى إفلاس بلد غني بالموارد الطبيعية.

وعمل منانغاغوا إلى جانب موغابي لأكثر من 37 سنة، حيث كان يعتبر بمثابة يده اليمنى. واستطاع الوصول إلى منصب نائب الرئيس في عام 2014 بعد أن تقلد عدة مناصب في مختلف الحكومات الزيمبابوية منذ الاستقلال في سنة 1980، إلا أن موغابي أعفاه من منصبه في عام 2017، ليغادر البلاد لفترة وجيزة.

وبعد طرد موغابي عقب الانقلاب في شهر نونبر 2017، تم اختيار منانغاغوا رئيسا للبلاد بعد تصويت البرلمان، حيث يحظى الحزب الحاكم، زانو-بي إف، بأغلبية المقاعد.

وخلال الحملة الانتخابية، حرص منانغاغوا على تلميع صورته كقائد محنك، وحاول جاهدا التقرب من 17 مليون زيمبابوي عانوا الأمرين في عهد النظام الديكتاتوري السابق.

وركز منانغاغوا، خلال حملته الانتخابية، على المواضيع الاقتصادية والسياسية، واعدا بإرساء حكومة مهتمة بالأعمال وقادرة على إعادة بناء اقتصاد مهدم.

إلا أن صور وحدات الجيش المنتشرة في هراري هذا الأسبوع لقمع المتظاهرين، الذين خرجوا إلى الشارع للتنديد بنتائج الانتخابات التشريعية التي أسفرت عن ظفر الحزب الحاكم بأغلبية المقاعد في البرلمان، بالقوة ذكرت بالوجه الحقيقي لجيش موغابي.

ويعتبر المراقبون أن هذا التدخل العسكري، الذي أدى إلى مقتل ستة أشخاص، يظهر أنه سيكون من الصعب على الرئيس الجديد للبلاد أن يعمل باستقلالية عن الجيش، الذي هو أحد مؤسسيه.

ويقول الخبير في الشؤون الزمبابوية، أليكس مغايسا، ”إن منانغاغوا هو رجل صعب ينتمي إلى الثقافة السلطوية للحزب الحاكم”، مضيفا أنه بعد الانتخابات، يجب على منانغاغوا أن يعيد بناء صورة قائد أكثر مرونة وقادر على تجميع سكان البلاد حول نفس المشروع المجتمعي.

ويبدو أن الرئيس الجديد يعي ذلك الضرورة، خصوصا وأنه وعد بعد انتخابه بجعل نجاحه ”بداية جديدة” لزيمبابوي.

وقال، في رسالة نشرت على المواقع الاجتماعية، “أنا فخور بانتخابي كرئيس جديد لزمبابوي”، مضيفا “على الرغم من أننا كنا منقسمين خلال الانتخابات، فأحلامنا تجمعنا” داعيا مواطنيه إلى العمل يدا في يد من أجل السلام والوحدة لبناء زيمبابوي جديد.

وينتظر الزيمبابويون خطاب تنصيب الرئيس الجديد لتكوين فكرة حول المسار المستقبلي الذي ستتخذه البلاد تحت الإدارة الجديدة.

قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق