مجتمع

لماذا نكتب.. ؟

الكتابة مهنة وهذا لا يتناقض أيضاً مع أنها فن، ويخطئ من لا يتصورها على هذا النحو،لأنه من ناحية يتجاهل الوسائل الضرورية التي تجعل منه كاتبا جيداً،
فأي مهنة تحتاج إلى أدوات وتدريب ومحاكات وتطوير وإبداع.

ومن ناحية أخرى فإنه غالباً ما يضيع وقت القراء فيما لا طائل منه،خاصةعندما يفتقد الهدف الذي يسعى إليه…

فالكتابة لها شروط وطقوس، وهذا هو شرف الكتابة.

لكن لماذا نكتب ؟

سؤال لا يمكن لي الإجابة عنه،فأنا لست باحثا، وحتى إن كنت كذلك، فمهما كانت قدراتي ومدى اتساع اتصالي بالكتاب والشعراء، لا يمكن أن أجيب عنه ،
فهذا يتطلب مؤسسة ثقافية، أو على الأقل مجلة ثقافية يطرح فيها هذا السؤال.

كل ما يمكن أن أقوله،إن الكتابة تصدر عن دافع معين،
وتهدف إلى غاية محددة، وكلا الأمرين يعطيان لها قيمتها السامية. فهي نوع من المشاركة الحقيقية في
الحياة الإجتماعية والسياسية.

وقد اهتم القدماء- من الكتاب المسلمين- اهتماما كبيراً
بالكتابة ( أعني التأليف، أما معرفة الأصول والقواعد الفنية في الكتابة،فهذا موضوع آخر) وأولوها مرتبة رفيعة ومجدوا الكتاب وحددوا على المستوى الفني
لعملية الكتابة سبعة أغراض لا يكتب كاتب عاقل إلا فيها . وهذه السبعة هي :

* اختراع الجديد
* إتمام ناقص
* شرح غامض
* اختصار طويل
* جمع متفرق
* ترتيب مختلط
* تصحيح خطأ.

والكاتب الغبي : يعي غير ما قلنا ويكتب غير ما
يعيه ويقرأ غير ما ما هو كاتب.

أما الكاتب العاقل ، فلا يكتب إلا ما هو مؤمن ومقتع به، ولا يؤلف إلا عن دراية، ولا يدعي معرفة يجهلها . وإذا كتب أغنى الفكر وأمتع وأثر وعلم .

فشرف الكتابة أن يعلن الكاتب عن موافقه بصراحة كاملة ،. وبوضوح لا يترك بعده موضعا للبلبلة ، وألا يثير الشك في قيمة ما يعلن عنه ،وأن يفصح عما يريد…

والكاتب الذي يخاف على نفسه وعلى مكاسبه ، ولا يعرف لماذا يكتب ، أقول له قول الشاعر :
حمار في الكتابة يدعيها ولو غرقت ثيابه في المداد .

( م.ع. وافد ) أبو رحاب

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق