رياضة

سياسة “صينية” تحرج المكتب المسير، وتؤكد المعدن الأصيل للجماهير الرجاوية

عثمان محسن.

طارت صباح يومه الاثنين، بعثة فريق الرجاء الرياضي نحو الأراضي الزامبية، وسط انقسام الجماهير، بين من أيد مبادرة توفير ثمن الطائرة الخاصة، واعتبر أن الأمر ينم عن الحب الكبير الذي يكنه الرجاويون لفريقهم، ومن اعتبر أن في المسألة نيابة عن المكتب المسير، وتحمل مسؤولية وجد هو للقيام بها وتحملها كاملة.

إن وجود مثل هذا النوع من الجماهير، والمستعد للتضحية بالغالي والنفيس، لا لشيء إلا ليظل اسم الفريق عالي في السماء، لهو شيء مشرف يبعث على الفخر والاعتزاز، لكن في الآن نفسه، يحز في نفس كل رجاوي ما آلت إليه
الأوضاع، داخل فريق كان يعتبر إلى الأجل القريب، السباق لمثل هذه الأشياء، من كراء الطائرات الخاصة، وتوفير الرحلات المباشرة، دون الحاجة إلى وضع “صينية” تجمع فيها التبرعات.

الاحتراف والعالمية، ليست شعارات يتم ترديدها على صفحات التواصل الاجتماعي، ولا هي كتابات على أقمصة يتم الترويج لها، بل هي إجراءات وأفكار، وجب تنزيلها على الواقع المعاش، إذ أننا لم نسمع يوما عن أهلي أو زمالك، ولا على ترجي أو مازيمبي، اضطروا لإطلاق حملة تبرعات لتأمين تنقل النادي.

طيلة متابعتي لفريق الرجاء الرياضي، وعلى مر عقدين من الزمن، لم يحظى أي مكتب مسير بالدعم الذي حظي به مكتب الزيات وبعده الأندلسي، حيث أن الجمهور الرجاوي، وفي عز أزمة كورونا، لم يتوانى في الاستجابة لكل
المبادرات التي أطلقها المكتب المسير، من خلال التذاكر الافتراضية وبطائق الانخراط والأقمصة وغيرها من المساعدات، وهدفه واحد، هو خدمة مصلحة الرجاء وإعلاء اسمه في عنان السماء.

إن الخوف وكل الخوف، هو أن يتحول ما يقوم به الجمهور الرجاوي من نعمة إلى نقمة، نقمة تجعل المكتب المسير للفريق يتكل على غيره في مسؤولياته، وأنا هنا لا أشكك لا في حب ولا في وفاء الرجاويين اتجاه فريقهم، ولكن أليس من
الأجدر أن يكون لفريق من حجم اسم ومرجعية الرجاء، مكتب مسير قوي، قادر على النهوض بأعباء النادي كاملة، والتكيف مع ما يعيشه العالم من أزمة، لم يسلم منها أي مجال.

عموما، الفعاليات الرجاوية مشكورة على ما قامت به، ولا شك أن صدى المبادرة سيصل للاعبين، الشيء الذي سيزيدهم وعيا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وسينسيهم مرارة تصريح مسؤول رجاوي، ستكون لنا عودة لاحقة لتفاصيله وحيثياته

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق