مجتمع

ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة.. صوت الحسن ينادي بلسانك ياصحرا

شعبي العزيز غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غدا إن شاء الله ستطؤون أرضا من أراضيكم، وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون أرضا من وطنكم العزيز.

هكذا خاطب الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه جموع المواطنين المغاربة، داعيا إياهم إلى تحرير أقاليمنا الجنوبية وصلة الرحم مع أهالينا الصحراويين، سلاحهم في ذلك القرآن الكريم و الأعلام الوطنية وصور الملك الراحل طيب الله ثراه.

انطلقت المسيرة التي اتخذت لها من اللون الأخضر رمزا للسلام وصلة الرحم مع تراب بلاد لا تكتمل فرحتها إلا باكتمال وحدتها الترابية.
لقد سعى المغرب دائما وبشتى الطرق السلمية إلى ضم أقاليمه الجنوبية، فبعد ان استرجع طرفاية سنة 1958 وسيدي إفني سنة 1969، قرر التوجه نحو محكمة العدل الدولية والتي أكدت على وجود روابط بين الصحراء والمملكة المغربية.

وفي عام 1975 والذي كا عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون، أعلن المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه عن تنظيم مسيرة خضراء تصل شمال المغرب بجنوبه وشرقه بغربه، ليتطوع 350.000 مغربي ومغربية ووفود جاءت من عدة دول صديقة كانت تؤمن بعدالة قضية الصحراء المغربية، ليكون السادس من نونبر موعد انطلاق المسيرة المظفرة بنظام وانتظام، نساء ورجالا رافعين كتاب الله ومهللين ومكبرين، فيما الأعلام الوطنية ترفرف خفاقة تعانق سماء الوطن.

عند وصول الجموع الغفيرة إلى أقاليمنا الصحراوية، أخذت الجباه تنحني لتسجد وتقبل ثرى أرض هي جزء لا يتجزأ من وحدة المغرب الترابية، وليعلن المغفور له الحسن الثاني لجموع المواطنين على أن مسيرة السلم التي تحصنت بالقرآن والأعلام الوطنية قد حققت كامل اهدافها، لتنسحب إسبانيا بشكل كامل منها، بعد أن لم تجد بدا من فتح الحوار مع المغرب، الذي فاجأها بخطوة حكيمة متبصرة أبدعها ملك البلاد آنذاك طيب الله ثراه.
إن المسيرة الخضراء، مسيرة ملك وشعب أعطت للعالم درسا في أن الإيمان بالقضية أقوى من كل سلاح، وأن الجدران الباطلة مهما كانت عالية تهوي أمام صوت الحق وأن التضحية ونكران الذات من ركن من أركان الإيمان بالوطن، كما أن الذكرى الغالية باتت مناسبة وعيدا وطنيا تتناقل دروسه وأفراحه الأجيال، جيلا بعد جيل وتستلهم منه قيم الوطنية والفداء.
كما ان المسيرة الخضراء درس من دروس الثبات والانتظام وشكل حضاري وسلمي شعاره التضحية كما أنه من أشكال المقاومة السلمية، والتي بلا شك قد أصبحت درسا لجموع الأمم التي تحمل هم غرس قيم المواطنة في نفوس أبنائها وبناتها.

وإلى اليوم وعندما تهب نسائم المسيرة الخضراء تتناهى إلى سمعنا تلك القطعة الفريدة التي كتبها فتح الله المغاري يقول فيها صوت الحسن ينادي بلسانك ياصحرا..
فرحي يا أرض بلادي أرضك صبحت حرة..
مرادنا لازم يكمل بالمسيرة الخضراء..

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق