سياسة
الفاسي الفهري: التعامل مع الهجرة لا يقتصر على الحلول الأمنية فقط بل يستدعي استثمارات استراتيجية في آليات الهجرة القانونية

جدد المغرب، خلال اجتماع رؤساء برلمانات جنوب الاتحاد الأوروبي وشمال إفريقيا التابع للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، دعوته إلى تكثيف الجهود لمكافحة تهريب المهاجرين وضمان سلامتهم، إلى جانب تعزيز آليات الهجرة القانونية.
وأكد عبد المجيد الفاسي الفهري، نائب رئيس مجلس النواب، الذي مثل رئيس المجلس ونائب رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، على ضرورة اتخاذ تدابير فعالة لمواجهة الشبكات الإجرامية التي تستغل هشاشة المهاجرين. وشدد على أهمية تأمين الحدود، مع الالتزام بحماية حقوق المهاجرين وفقا للمعايير الدولية، مشيرا إلى أن التعاون الإقليمي يعد حجر الزاوية في مكافحة الاتجار بالبشر.
مقاربة شاملة تتجاوز البعد الأمني
أكد الفاسي الفهري أن التعامل مع الهجرة لا يمكن أن يقتصر على الحلول الأمنية فقط، بل يستدعي استثمارات استراتيجية في آليات الهجرة القانونية، بما في ذلك تسهيل تنقل الأشخاص بطرق آمنة ومنظمة. كما شدد على أهمية خلق فرص عمل للشباب، باعتبارهم الفئة الأكثر تأثرا بتحديات الهجرة، لافتا إلى أن الهجرة يجب أن تنظر إليها كعامل للتنمية المستدامة وليس فقط كأزمة يجب إدارتها.
وأضاف أن تدبير الهجرة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي يحتاج إلى رؤية مشتركة وحلول جماعية، تتيح تحويل تدفقات الهجرة إلى فرصة لتعزيز التقارب بين الشعوب، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
السياسة المغربية: رؤية إنسانية ومستدامة
أبرز الفاسي الفهري أن المغرب يعتمد مقاربة واقعية وإنسانية في إدارة تدفقات الهجرة، حيث ترتكز سياساته على حماية حقوق المهاجرين ومحاربة شبكات التهريب. كما أشار إلى أن بلاده لا تقتصر على إدارة الظاهرة، بل تسعى إلى تعزيز التعاون مع الشركاء الأوروبيين والأفارقة من خلال مشاريع تنموية مشتركة.
وفي هذا السياق، لفت إلى أن المغرب يعمل على تقديم بدائل اقتصادية لسكان المناطق المصدرة للهجرة، عبر الاستثمار في التعليم، والتكوين المهني، وريادة الأعمال، من أجل تقليل العوامل الطاردة للهجرة.
وأوضح أن المغرب أطلق سلسلة من المبادرات والإصلاحات، من بينها برامج تسوية أوضاع المهاجرين والإدماج الاجتماعي، لضمان حياة كريمة لهم، ما يعكس التزام المملكة بسياسة هجرة عادلة ومتوازنة.
المغرب رائد في التعاون الدولي حول الهجرة
استحضر الفاسي الفهري استضافة المغرب عام 2018 للمؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، بمدينة مراكش، والذي شكل تحولا هاما في التعاون الدولي بهذا المجال. وأكد أن هذه الخطوة تعكس قناعة المغرب بأن إدارة الهجرة يجب أن تكون جماعية، إنسانية، وقائمة على مبادئ التضامن واحترام حقوق الإنسان.
واختتم الفاسي الفهري حديثه بالتشديد على أن مواجهة تحديات الهجرة تتطلب إرادة سياسية مشتركة بين دول الشمال والجنوب، تقوم على أسس التنمية والتعاون، لضمان مستقبل أكثر استقرارا وعدالة للمهاجرين.
فاطمة الزهراء الجلاد.