محطات بارزة من تاريخ “الحمامة” .. من التأسيس إلى رئاسة الحكومة

يعقد حزب التجمع الوطني للأحرار مؤتمره الوطني السابع يومي الجمعة 4 والسبت 5 مارس، في ظروف غير مسبوقة يتولى خلالها الحزب رئاسة الحكومة، بعد تبوئه المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية والجماعية الماضية، مما يستوجب إماطة اللثام عن جانب من تاريخ هذا الحزب من مؤسسه أحمد عصمان إلى رئيسه الحالي عزيز أخنوش.
هذا واستطاع حزب التجمع الوطني للأحرار سنة 2021 تحقيق مكتسبات غير مسبوقة في تاريخه الممتد على مدى أزيد من أربعة عقود، بعد أن احتل المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية والجماعية ليوم 8 شتنبر 2021، ليقود بعدها تحالفا ثلاثيا مكنه من ترؤس الحكومة، وهي حزب الأصالة والمعاصرة الذي حل ثانيا وحزب الاستقلال الذي حل ثالثا.
– عصمان والديمقراطية الاجتماعية
يرجع تأسيس التجمع الوطني للأحرار إلى شهر أكتوبر من سنة 1978، ويعتبر أحمد عصمان، الوزير الأول سابقا، وصهر الملك الراحل الحسن الثاني، مؤسس حزب “الحمامة” بمساعدة عدد من المناضلين المستقلين، الذين كانوا ينشطون داخل مؤسسة البرلمان.
واختار مؤسسو الحزب أن يرتكز على “الديمقراطية الاجتماعية” كمرجعية سياسية، وعلى العدالة الاجتماعية، حيث يتم تصنيفه بالمشهد السياسي في اليمين وأحيانا في الوسط.
واستمر عصمان، ابن مدينة وجدة، على رأس “الأحرار” لما يناهز ثلاثة عقود، ليتولى بعده ابن الريف مصطفى المنصوري رئاسة الحزب في سنة 2007.
ـ الحضور في التدبير الحكومي:
تمكن حزب “الحمامة” من المشاركة في جل الحكومات التي تلت تاريخ تأسيسه، بفعل النتائج المتقدمة التي حصّلها في معظم الانتخابات التي خاضها، فقد حصل خلال الانتخابات التشريعية لعام 1977، على 144 مقعدا من أصل 267، وفي سنة 1979 تخلا أحمد عصمان عن الرئاسة وكرس نفسه لشؤون الحزب الذي انضم إلى صفوف المعارضة سنة 1981.
وفي الانتخابات التشريعية لعام 1984، حصل حزب التجمع الوطني للأحرار على 61 مقعدا من أصل 306، لينتخب بعدها عصمان رئيسا لمجلس النواب، وسنة 1992، كان الحزب أول قوة سياسية في الانتخابات الجماعية، وفي الانتخابات التشريعية عام 1993 حصل على 34 مقعدا، لكنه قرر أن يصطف في المعارضة الحكومية.
وخلال الانتخابات التشريعية لعام 1997، حصل الحزب على 8 بالمائة من مقاعد البرلمان، مما سمح له بالمشاركة في حكومة التناوب، بخمس حقائب وزارية.
وفي سنة 2002، حصل على المركز الرابع، ليشكل بذلك جزءا من الائتلاف الحكومي، قبل أن يحصل عام 2003 على المركز الثالث في الانتخابات الجماعية.
وفي عام 2007، شارك حزب التجمع الوطني للأحرار في الحكومة بخمس حقائب وزارية، بينما انتخب مصطفى المنصوري رئيسا للحزب، وفي 2010 انتخب صلاح الدين مزوار في نفس المنصب، وفي 25 نونبر 2011 حصل الحزب على 52 مقعدا في الانتخابات التشريعية.
وشهد غشت 2013، انضم حزب التجمع الوطني للأحرار للائتلاف الحكومي بعد انسحاب حزب الاستقلال، ثم في سنة 2016، حصل الحزب على 37 مقعدا في الانتخابات التشريعية.
– الوصول إلى القمة
في أكتوبر 2016 تم انتخاب عزيز أخنوش، رئيسا لحزب التجمع الوطني للأحرار خلفا لصلاح الدين مزوار، إيذانا ببداية فترة إعادة هيكلة الحزب وإرساء دينامية جديدة.
وشهد شهر ماي 2017 محطات مهمة في تاريخ الحزب، ففيه تم تأسيس منظمة الشبيبة التجمعية خلال المرحلة التأسيسية والمرأة التجمعية، وعمل “الأحرار” بعدها على بث دينامية جديدة في التنظيم استطاع من خلالها استقطاب فئة مهمة من الشباب، وعدد من الأسماء المشهورة في عالم الفن والرياضة.
وقاد أخنوش الحزب في جولات شملت جميع جهات المملكة، بالإضافة إلى مغاربة العالم، كما تم إطلاق البرنامج التواصلي “100 يوم 100 مدينة”، وواصل الحزب تأسيس هياكله ومنظماته الموازية على المستوى الجهوي والإقليمي والمحلي.
وكانت سنة 2021 استثنائية بكل المقاييس لحزب التجمع الوطني للأحرار، إذ تمكن خلالها من نيل المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية والجماعية التي عقدت يوم 8 شتنبر.