مجتمع

” في بلادي ظلموني ” صوت الشعب الذي أزعج الحكومة.

حوّلت الجماهير الرياضية ملاعب كرة القدم إلى منابر للتعبير عن رأيها تجهر فيها بمعارضتها للقائمين على الوضع السياسي في البلاد، عبر هتافات وأهازيج تصدح بها حناجرها خلال المباريات، وقد لقيت هذه الظاهرة رواجا كبيرا بين الشباب.

وتبرز الجماهير، من خلال أهازيج لاذغة جدا تجلد بها ظهر الحكومة المغربية، تعبّر فيها عن عدم رضاها على طريقة تسيير شؤون البلاد كما تستعرض معاناة الشباب خصوصا والشعب عموما.

“في بلادي ظلموني” … الأغنية الأكثر تداولا في الأوساط الرجاوية والأكثر تعبيرا عن وعي جماهيري كبير يجب علينا عدم الاستهانة به مع تزايد الضغوطات وهموم الحياة على شبابنا، أغنية بالعامية المحلية، ممزوجة ببعض الكلمات المشفرة، يرددها شباب من أعضاء الـ”الألتراس” الرجاء على مدرجات الملاعب، يعبرون من خلالها عن معاناتهم في البلاد، لكنهم يحمّلونها أيضا رسائل تنتقد الأوضاع، واحتجاجات على الحكومة المغربية العاجزة عن ايجاد حل لمشاكل الشباب.

من هم هؤلاء الشباب … ؟

أبناء الأحياء الشعبية لا أحد ينظر لأحوالهم و لا لمتطلباتهم ولهذا يرفعوا أصواتهم ليسمعها الجميع أي يقولوا للقائمين عن الشأن السياسي في البلاد نحن هنا بصوتنا ما دمتم لا ترون أحدا منّا.

المؤلفون والملحنون لأغاني الشباب المغربي في مدرجات الملاعب يثبتون كل مرة تعلقهم وارتباطهم بالواقع المعاش أكثر من المؤلفين والملحنين المحترفين…

هل يعلم الناطق الرسمي بإسم الحكومة المغربية أن ما يجري في الملاعب هو “تعبير عن حالة وجدانية رافضة لواقع اجتماعي وسياسي يعيشه ويعانيه هؤلاء الشباب”.

هل يعلم قادة الأحزاب السياسية أن الجماهير التي تطلق تلك الأهازيج لم يجمعها الشارع ولا القاعات لكنها استطاعت أن تجتمع في الملعب، وهناك سرَت بينهم ما يسمى في علم الاجتماع بالذاتية الجماعية، أي حالة ذاتية يشترك فيها كثيرون، والمقصود هنا الشباب، وفي هذا الفضاء، الذي هو الملعب، عبروا عن رفضهم وتمرّدهم من خلال الهتافات والأهازيج، وإن عبر هذا فإنه يعبر عن “فشل الحكومة” في احتواء الشباب، فالمقاربة السلطوية تعتمد على التفكير في تشغيل هؤلاء الشباب فقط، لكن هذا ليس كافيا، بل يجب التفكير بشكل أوسع، من خلال ايجاد حلول متكاملة على أرض الواقع في شتى المجالات.

إذن هذه الأهازيج باتت تزعج الحكومة المغربية، لأنها لم تبق حبيسة الملاعب فقط بل انتشرت محليا ودوليا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب وما لهذه الوسائل من تأثير وهو تأثير لم تعد الأنظمة تتحمّله.. باختصار هذه الأهازيج أصبحت تضرب شرعية الحكومة.

يجب على القائمين عن الوضع السياسي بالبلاد ايجاد حل عاجل حيث ان باقي الجماهير تعتزم ان ترفع رسائل مماثلة تنتقد فيها سياسات الحكومة وتطالب بحلول لمشاكل الشباب , الشيء الذي فسره البعض انها موجهة احتجاجات شعبية من نوع خاص , بدون فوضى وبطريقة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها حضارية.

إعلان

قد يعجبك ايضا

أضف تعليقاً

Back to top button
Close
Close