هل تأثير الألترات إيجابي أم سلبي على المجال الرياضي؟؟

لماذا أصبح التعصب ظاهرة طاغية في كرة القدم المغربية بوجه عام، وبين فريقي العاصمة الإقتصادية على وجه الخصوص؟
فقبل بزوغ شمس الألترات، أو لنقل قبل إسدال ليالي الألترات ظلماتها على روح كرة القدم الرياضية، كانت أقصى نقاشات جماهير الفرق حول: النتيجة، الأهداف الجميلة، الأداء في اللقاء، القنطرة الصغيرة”البيضة”…إلخ؛دون أن يتجاوز ذلك حدود اللباقة والأدب بين المتناقشين، بل إن النقاش يرخي سدوله بمجرد مرور ساعة أو ساعتين على انتهاء المباراة.
فما الذي تغير حاليا؟ هل الإنفتاح على الخارج وما واكبه من دخول فكرة الألترات إلى المغرب، كان له الأثر العميق في تحول كرة القدم من متعة سيمفونية يعزفها اللاعبون وسط المستطيل الأخضر، إلى نقاش حاد وتعصب قد يصل إلى سب متبادل، وشجار….وقتل؟
في رأيي المتواضع، الجواب هو نعم.
فعندما اسْتُوْرِدَت فكرة الألترا من خارج المملكة، كانت تعني -كما هي من المصدر- الولاء الزائد إلى حد العبادة، وهو شيئ طبيعي في مجتمعات بعيدة عن الانتماء الديني.
ولكن انتقال إلى المغرب لم يواكبه تكييف مع واقعنا الثقافي والأخلاقي والديني، خاصة بين جماهير الوداد والرجاء، فتم التفريق بينهم في المدرجات، ثم أصبحنا نسمع عن “سرقة الباش” أو “الكلاش” ،أو “شرف المجموعة”، وتحول الصراع من صراع نتائج وألقاب، إلى تنافس تيفوات وكلاشات، يتطور في عديد من الأحيان إلى شجارات وقتالات في الأزقة والطرقات.
لقد حاولت السلطات قبل سنتين مواجهةَ الأمر بمنع رفع التيفوات وحظر إدخال الباش أو ارتداء منتوجات الألترا، وهي إجراءات -وإن كانت قد حَدّت قليلا من حِدّة رسائل التيفوات، إلا أن المشهد العام لازال يشهد حقدا وكرها مافتئ يتأجج يوما بعد آخر، فما هو الحل؟
الحل في نظري بسيط جدا، وأراه مشتركا بين السلطات والألترات.
من جهة الألترات، عليها أن تهدئ من روعها، وتنشر أفكارا أكثر إيجابية، هادئة وهادفة تدعو إلى “التشجيع و الإحترام”، وإلى أن كرة القدم كرياضة هي -أولا وأخيرا- فسحة للترفيه والمتعة.
أما السلطات، فعليها -من جهتها- أن تشدد المراقبة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحيين العقوبات القانونية، وجعلها أكثر قمعا لكل من سولت له نفسه الجلوس وراء الحاسوب ونشر الفتنة بين الجماهير.
وإذا ما توفرت الإرادة كي تسير الأمور في هذا الإتجاه،فإننا سنستعيد تمتعنا وشغفنا بكرة القدم، وسنطرد الشغب والحقد إلى غير رجعة.
أوسامة بيتي _صحافي متدرب بالمعهد العالي للصحافة والإتصال